الفساد.. سرقة جهود المتميّزين
أوزدمير هرموزلو
تاريخيًا يُعدّ الفساد من أهم الأسباب التي أدت إلى سقوط الإمبراطوريات والدول العظمى، لأن الفساد هو شراء ذمم الشخصيات الكبيرة في الدولة، وبالتالي فإن الدولة تفقد هيبتها في اتخاذ القرارات ذات المصلحة الوطنية، والأكثر من ذلك تتحول إلى دولة تقودها الطبقة ذات النفوذ المالي.
نحاول اليوم عبر مقالنا هذا تداول مصطلح جديد لربما غاب عن أذهاننا، لأن هذا المصطلح أكثر الأنواع ضررًا للمحيط الذي نعيشه أو نحاول أن نرتقي بجوانبه المهمة.
المصطلح هو “سرقة جهود المتميزين” أو بتعبير آخر حجب طاقتهم الإيجابية في خدمة المحيط الذي ينتمون إليه.
لكن واقعيًا نرى أن هذا النوع من الفساد هو أخطر الأنواع فتكًا، لأن غياب الطاقات المتميزة والعقول الكفوءة عن قيادة المجتمع يفتح الطريق إلى استحواذ أشخاص ذوي طاقة محدودة… وبالتالي سوف نصبح أمام معضلة، ألا وهي استيلاء طبقة النفوذ المالي على مجريات الأحداث، لأن الذي لا يمتلك أيّة خبرة مهنية من الطبيعي أنه لا يستطيع تسيير الأمور بالمستوى المطلوب، وبذلك فهو بحاجة إلى قوة لكي يسد هذا الفراغ الذي نشأ من عدم قدرته على التحكم بالأمور من الناحية المهنية، مما يضطره إلى اللجوء إلى جمع المال من أجل البقاء في الموقع.
ليس خفيًا أن هناك فئة لا يُستهان بها مُغيّبة بشكل متعمد عن خدمة الإنسانية، بل أسوأ من ذلك فإن هذا الحال أصبح ممنهجًا يُعتمد عليه في إدارة أمور الدولة الأساسية.