الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
ممارسات ثقافية طواها النسيان.. المسابقات الثقافية المدرسية  

بواسطة azzaman

ممارسات ثقافية طواها النسيان..  المسابقات الثقافية المدرسية  

سامي الزبيدي

 

من الممارسات الثقافية التي كانت تجري في المدارس  بمختلف مراحلها سابقاً المسابقات الثقافية التي تشكل حلقة أولية وعملية من حلقات ثقافية متكاملة تبدأ من المدارس الابتدائية  صعودا الى مستويات أعلى وكان من نتائج هذه المسابقات أنها تبشر في كل عام بميلاد واحد أو أكثر من المتفوقين كمشروع  شاعر أو كاتب أو رسام أو ممثل أو خطيب سرعان من تصقل موهبته المسابقات اللاحقة والمهرجانات الثقافية التي يشترك فيها وعندما يصل الى  مرحلة الكلية يكون قد كون له حضوراً في عالمه الثقافي الذي أحبه وتفوق به ووجد من يحيطه بالدعم وبالرعاية ويشجعه  لتحقيق أمنياته والوصول الى هدفه ونتذكر نحن وكل طلاب المدارس الابتدائية  في السابق  تلك المسابقات التي كانت تجري في المدرسة ويحضرها مدير المدرسة والمعلمين وعدد من المدعوين بينهم مسؤولين وذوي الطلاب حيث يتبارى التلاميذ في الخطابة والشعر والقصة والرسم وغيرها من الفعاليات الثقافية ويتم بعد التحكيم إعلان الفائزين وتوزيع الجوائز على المتفوقين ويتم ترشيح الفائزين الأوائل الى المسابقة المركزية التي تجريها مديرية التربية (المعارف) آنذاك لمدارس (اللواء) المحافظة ليتنافسوا مع الفائزين في المدارس الأخرى حيث يتم اختيار الفائزين على مستوى اللواء ويجري  تكريمهم من قبل المتصرف الذي كان يحضر هذه المسابقات ويرعاها ليزيد من أهميتها ولتكسب حضوراً جماهيرياً كبيراً ويقدم لهم الهدايا التي كانت بسيطة في قيمتها المادية لكنها كبيرة في  قيمتها المعنوية واعرف العديد من الأدباء والفنانين الكبار الذين لازالوا يحتفظون الى الآن بهداياهم وشهاداتهم التي حصلوا عليها في تلك المسابقات لأنها تمثل لهم قيمة كبيرة ومحطة مهمة من محطات حياتهم  وأولى خطواتهم في طريق الثقافة والأدب والفن الطويل , ولو تفحصنا أرشيف الثقافة والأدب والفن في خمسينيات وستينيات وحتى سبعينيات القرن الماضي لاستوقفتنا أسماء مبدعين وعمالقة كانت بداياتهم من خلال المسابقات الثقافية المدرسية كما ان اغلب أدباء وشعراء وفناني العراق  هم ثمرات تلك المسابقات , والسؤال الذي يطرح نفسه هنا لماذا اختفت تلك المسابقات وطواها النسيان ومن المسؤول عن ذلك هل هي وزارة التربية أم وزارة الثقافة أم مديريات التربية في المحافظات أم المدارس ؟ أم التربويون والأكاديميون ؟  أم السياسيون ؟ أم الأوضاع العامة للبلد وسوء الإدارة والفساد المستشري في كل وزارات الدولة ومؤسساتها وتردي العملية التربوية برمتها بسبب تردي مستوى المعلمين ومراكز إعدادهم و بسبب الفاسد والمحاصصة الحزبية والطائفية التي همشت الكفاءات العلمية والأكاديمية ومنعتها من اخذ دورها في خدمة العملية التربوية وأوصلت المزورين والفاشلين والفاسدين للمراكز الوظيفية المهمة في وزارة التربية ومديريات التربية للمحافظات ووصلت الى مدراء المدارس ؟ إنني اعتقد ان هذه الأسباب كلها مسؤولة عن اختفاء المسابقات الثقافية والفعاليات الثقافية والرياضية والفنية المدرسية , وسؤال مهم آخر موجه الى وزارة التربية والمسؤولين فيها هل ستعود المسابقات الثقافية المدرسية الى مدارسنا ومتى ؟ إنني أدعو كل من له علاقة بهذا الموضوع  ان  بعمل على إعادة العمل بهذه المسابقات والاهتمام بها وتطويرها وإدخال مسابقات أخرى لتشمل فروع أخرى أدبية وفنية ورياضية وإتباع معايير دقيقة في التحكيم من قبل لجان مؤهلة والاهتمام بالحوافز والهدايا والشهادات التي تقدم للفائزين والارتقاء بسقفها لتشمل جولات وزيارات الى مؤسسات ثقافية وفنية وأدبية عربية وأجنبية مرموقة وإشراك الفائزين في هذه المسابقات في المسابقات الإقليمية والدولية كما أدعو لتوسيع هذه المسابقات لتشمل المدارس الابتدائية والمتوسطة والمعاهد والكليات للبنين والبنات لكي تكون وسيلة مهمة لاكتشاف المبدعين والموهوبين والمتميزين في فروع الثقافة والأدب والفن والرياضة ودعمهم والأخذ  بأياديهم ورعايتهم لأنهم بكل تأكيد مشاريع واعدة و فرسان المستقبل وفرسان العراق في هذه المجالات .   


مشاهدات 51
الكاتب سامي الزبيدي
أضيف 2025/10/11 - 3:38 PM
آخر تحديث 2025/10/12 - 2:53 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 81 الشهر 7584 الكلي 12147439
الوقت الآن
الأحد 2025/10/12 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير