الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
رسالة صريحة لإسرائيل

بواسطة azzaman

رسالة صريحة لإسرائيل

فريدة الحسني

 

انعقدت في العاصمة القطرية الدوحة قمة عربية - إسلامية طارئة عقب الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف الأراضي القطرية وأدى إلى مقتل قيادات بارزة من حركة حماس. القمة التي جمعت قادة وممثلين عن عشرات الدول العربية والإسلامية تحولت إلى محطة مفصلية في الموقف الجماعي تجاه إسرائيل ورسالة تضامن واضحة مع قطر.

قرارات غير تقليدية

البيان الختامي لم يكتفِ بعبارات التنديد المعتادة، بل ذهب أبعد من ذلك حين دعا إلى مراجعة العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع إسرائيل في سابقة تعكس جدية الدول المشاركة في التفكير بخيارات أكثر صرامة، كما أكد القادة على تضامن مطلق مع قطر في الدفاع عن سيادتها وحقها باتخاذ ما تراه مناسباً من إجراءات مع التشديد على ضرورة مساءلة إسرائيل في المحافل الدولية ودعم مسارات الوساطة التي تقودها قطر ومصر وعدد من الأطراف الدولية لوقف الحرب في غزة وفتح الممرات الإنسانية

مواقف لافتة

قطر- وصفت الضربة بأنها “جبانة «واعتبرت أن السكوت على الاعتداءات بات يهدد أمن المنطقة بأكملها.

مصر- حذرت عبر الرئيس عبد الفتاح السيسي من أن تصرفات إسرائيل «تقوض فرص أي معاهدات سلام جديدة، بل وقد تهدد القائم منها.

السعودية وتركيا وإيران - عبرت عن إدانة قوية ووصفت ما يحدث في غزة بأنه «حملة إبادة».

الأردن - عبر هو الآخر عن موقف قوي خلال القمة، حيث وصف الملك عبد الله الثاني الهجوم على الدوحة بأنه انتهاك صارخ للقانون الدولي يهدد استقرار المنطقة بأسرها. وأكد أن «أمن قطر من أمن الأردن» داعياً إلى قرارات عملية قابلة للتنفيذ تتجاوز حدود البيانات الشكلية، كما شدد على ضرورة وقف الحرب في غزة ومنع نزوح الفلسطينيين وحماية القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، هذا الموقف أضفى وزناً إضافياً على الإجماع العربي والإسلامي وعزز دعوة القمة لاتخاذ خطوات ملموسة في مواجهة التصعيد الإسرائيلي

من الجانب الآخر أعلنت إسرائيل أنها ستواصل استهداف قادة حماس « اينما كانوا» مؤكدة أن عملية الدوحة اسرائيلية خالصة ما زاد من حدة المواجهة الكلامية والدبلوماسية.

التداعيات المتوقعة

المحللون يرون أن القمة ستفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الضغوط السياسية على إسرائيل، بعض الدول قد تلجأ إلى خفض مستوى التمثيل الدبلوماسي أو تعليق اتفاقيات ثنائية في حين أن مسار التطبيع مرشح للتباطؤ وربما الارتداد

كما منحت القمة غطاء سياسياً أوسع للدور القطري كوسيط في ملفات غزة والأسرى ومن جهة أخرى، يرجح أن تتحرك دول عربية وإسلامية لرفع القضية إلى مستويات أعلى في الأمم المتحدة والمحاكم الدولية مستندة إلى توصيف «انتهاك السيادة» و»المساءلة».

ما بعد الدوحة

القمة لم تكن مجرد رد فعل طارئ، بل خطوة استراتيجية تهدف إلى إعادة تعريف قواعد التعامل مع إسرائيل في ضوء الهجمات الأخيرة، السؤال الأبرز الآن: هل ستترجم القرارات إلى خطوات عملية ملموسة أم ستبقى في حدود الرسائل السياسية؟

المراقبون يرون أن الأيام المقبلة ستكون اختبارا حقيقيا لمدى جدية العواصم العربية والإسلامية في تحويل البيان الختامي إلى واقع ملموس بترجمة كلمات الدوحة إلى أفعال، في وقت يزداد فيه المشهد في غزة والمنطقة تعقيداً وتوتراً خصوصا مع استمرار الحرب في غزة واحتمال اتساع رقعة الاستهداف الإسرائيلي خارج حدودها.

 


مشاهدات 59
الكاتب فريدة الحسني
أضيف 2025/09/29 - 2:55 PM
آخر تحديث 2025/10/01 - 3:51 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 514 الشهر 514 الكلي 12040369
الوقت الآن
الأربعاء 2025/10/1 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير