طهران وباريس نقتربان من إبرام صفقة لتبادل سجناء
إحتجاجات واسعة ويوم غضب في فرنسا
□ طهران, (أ ف ب) - أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الخميس أنّ صفقة لتبادل فرنسيين مسجونين في إيران بامرأة إيرانية مسجونة في فرنسا يقترب من "مرحلته النهائية".
وقال عراقجي امس في مقابلة تلفزيونية "يمكنني الآن القول إننا وصلنا إلى النقطة التي يقترب فيها (اتفاق) تبادل السجناء الفرنسيين في إيران من مرحلته النهائية"، من دون مزيد من التفاصيل.
ويشمل التبادل المقترح مهدية أصفندياري، وهي إيرانية أُوقفت في فرنسا في فبراير/شباط بتهمة الترويج للإرهاب على شبكات التواصل الاجتماعي.
وطالبت إيران مرارا بإطلاق سراحها، بدعوى أنّها احتجزت ظلما.
وفي أيار/مايو رفعت فرنسا دعوى ضد طهران أمام محكمة العدل الدولية بسبب احتجاز مواطنين فرنسيين هما سيسيل كولر وجاك باريس اللذان تعتبرهما باريس "رهينتي دولة".
وأُوقفت سيسيل كولر (40 عاما) وجاك باريس (72 عاما) في 7 أيار/مايو 2022، وهما متّهمان بالتجسس لصالح إسرائيل، العدو اللدود لإيران.
ووصفت عائلتاهما وضعهما الراهن بأنه يزداد يأسا.
«لنغلق كل شيء» تحت هذا الشعار اجتاحت العاصمة باريس ومدن فرنسية اخرى احتجاجات واعمال عنف بين المتظاهرين وعناصر من الشركة وسط باريس وتم احراق بعض المقاهي والمقار الحكومية واشعال بعض السيارات وحرائق متفرقة بعدها أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية أن عدد التوقيفات التي نفذتها قوات الأمن حتى الساعة الواحدة بعد الظهر، بلغ 295 توقيفا في جميع أنحاء البلاد، أكثر من نصفها ضمن مجال اختصاص محافظة شرطة باريس ومازالت الشرطة تتحفظ على 99 فرنسي قيد التحقيق . وخرج آلاف الأشخاص في مختلف أنحاء فرنسا إلى الشوارع الأربعاء في إطار احتجاجات واسعة تعبيرا عن استياء واسع النطاق من سياسات الرئيس إيمانويل ماكرون، واقتراح تخفيضات الميزانية والطبقة السياسية بأكملها. من جانبه، تعهد رئيس الوزراء الجديد سيباستيان لوكورنو بإيجاد سبل مبتكرة للعمل مع المنافسين لإقرار ميزانية لتقليص الديون.
وانطلقت في فرنسا هذه الأحتجاجات الواسعة منذ أولى ساعات الصباح، بهدف التعبير عن الغضب الشعبي تجاه رئيس الجمهورية وسياسة حكوماته المتتالية وذلك بالتزامن مع تسلّم وزير الجيوش سيباستيان لوكورنو مسؤولياته الجديدة، بعد أن كلّفه إيمانويل ماكرون بتشكيل حكومة جديدة مساء يوم الثلاثاء 9 سبتمبر/أيلول
حماية الممتلكات
حشدت الشرطة قواتها باتجاه الجادة الكبرى. في باريس،و استُخدم الغاز المسيل للدموع لإجبار المتظاهرين على مغادرة المنطقة، وتقوم الشرطة بدوريات في جادة بون نوفيل. من الجادة الكبرى إلى ستراسبورغ-سان دوني، حركة المرور شبه مغلقة تمامًا، ولكن لم تقع أي اشتباكات أخرى، وفقًا لمراسلنا، ماكسيم دوبيرنيه دو بوسك. قبل ذلك بقليل، بالقرب من ستراسبورغ-سان دوني، أُطلقت العديد من قنابل الغاز المسيل للدموع، وطاردت الشرطة مثيري الشغب، وفقًا لمراسلنا، أموري كوتانسيه-بيرفينكيير. تم تفريق المتظاهرين في الشوارع المحيطة، وتوجه بعضهم نحو ساحة الجمهورية.
ونستطيع القول بأن فرنسا رسميا على صفيح ساخن، بين حجب الثقة عن حكومة بايرو وتعيين رئيس وزراء جديد، جاءت الاحتجاجات التي دعي إليها تحت شعار “لنشل كل شيء” لتشكل اختبارا حقيقيا للسلطات. بدأت الدعوات ليوم غظب جماعي “ منذ مطلع اغسطس/ اب على مواقع التواصل الاجتماعي مؤكدة “عدم الانتماء” لأي تنظيم، مع أن القوى اليسارية عبرت عن تضامنها.
وبالتالي يصعب حتى الساعة تقدير أعداد المشاركين في الاحتجاجات أو مدى تأثيرها على القطاعات المختلفة في البلاد، نظرا إلى المشاركة الضئيلة للنقابات العمالية التي تخطط معظمها ليوم خاص بها من الإضرابات والاحتجاجات الواسعة النطاق في 18 أيلول/سبتمبر.
وتجمع متظاهرون في مختلف أنحاء البلاد منذ صباح الأربعاء، مع نشر 80 ألف شرطي “للحفاظ على النظام”، حسب السلطات
ففي العاصمة باريس،تصاعدت التوترات قرب محطة الشمال، حيث وقعت اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن. كما تجمع آخرون في ساحة شاتليه وسط العاصمة باريس ، بين شباب ونقابيين، ويؤكدون حسب الصحف المحلية أنهم “سيواصلون الاحتجاج، حتى إذا لم يستجب ماكرون”.وفي ضواحي العاصمة، أقامت مجموعات من المتظاهرين حواجز باستخدام حاويات نفايات، ورشقوا الشرطة بالقمامة، وفق ما أفاد به مراسلو وكالة فرانس برس.
ووفق التقديرات الأولية للسلطات في مدينة مارسيليا، يشارك حتى الآن حوالي 8 آلاف شخص في احتجاجات واسعة وسط المدينة، بينما يؤكد المحتجون أن الرقم أعلى، ومن المرجح أن يزداد خلال بقية اليوم.
أما في مدينة مونبلييه، فقد أشارت السلطات إلى مشاركة بين 1000 و1500 متظاهر في ساحة “الكوميدي” وسط المدينة، كما تم تسجيل أضرار مادية وتوقيف خمس أشخاص حتى الآن، بتهمة عرقلة المرور.
وفي مدينة ليون، جنوب شرق البلاد، أغلق متظاهرون طريقا سريعا يمر عبر المدينة وأشعلوا النار في حاويات القمامة، وكذلك في مسار قطار الترام وسط المدينة، في حين استخدمت الشرطة في مدينة نانت، غرب البلاد، الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.
من جهتها، أعلنت وزارة التربية الوطنية أن مئة مؤسسة ثانوية شهدت اضطرابات هذا الصباح في جميع أنحاء فرنسا، فيما تم تطبيق حصار على حوالي27 مؤسسة أيضا.
اعتقالات ولا تسامح
وحسب ما نقلت الصحف المحلية عن وزارة الداخلية الفرنسية، فقد تم توقيف 295 شخصا حتى الساعة 13:00 من يوم الأربعاء 10 سبتمبر/أيلول في عموم التراب الفرنسي. وبحسب محافظة شرطة باريس، فقد جرت 159 عملية توقيف ضمن باريس وضواحيها، أي ما يعرف بمنطقة “إيل دو فرانس”(Ile-de-France).
من جهته، حذر وزير الداخلية برونو روتايو المتظاهرين من أنه لن يكون هناك “أي تسامح” مع الأعمال العنيفة أو إغلاق الأماكن الحيوية.
ومع أن هذه التعبئة تذكر البعض بحراك السترات الصفر الذي هز فرنسا بين عامي 2018 و 2019 ما زال من غير المعروف مدى تأثيرها، خصوصًا أنها بلا قيادة، بينما يؤكد قائد شرطة باريس لوران نونييز أنه يشتبه في أن “اليسار الراديكالي” هو من يدير الاحتجاجات وينظم التحركات الضخمة، لكن من دون دعم “المجتمع المدني”.
ويطالب المتظاهرون بإسقاط مخطط رئيس الوزراء بايرو الذي تم حجب الثقه عن حكومته يوم الاثنين 8 سبتمبر/أيلول لألغاء عطلة يومين سنوية وخفض التكاليف الطبية عن العمال والموظفين ضمن خطة تهدف إلى خفض الإنفاق وزيادة الإنتاجية للسيطرة على ديون فرنسا وتحقيق استقرار المالية العامة.
لكن المراقبين يرون أن المجتمع الفرنسي لا يزال يعاني من الأسباب التي ساهمت في اندلاع حراك “السترات الصفراء”، ويحاول الحفاظ على المكتسبات الاجتماعية السابقة.