الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
معارك إنتخابات الكرة.. صراع قوى خاضعة للتغيير

بواسطة azzaman

معارك إنتخابات الكرة.. صراع قوى خاضعة للتغيير

حسين الذكر

 

تصاعدت حدة التوتر ليس في البيت الكروي العراقي فحسب – كما يعتقد البعض - بل شرارتها دوما تنطلق بين المرشحين في تازم واضح متكرر نراه في كل انتخابات ونتوقع ان تزداد حدته ويتساقط ضحاياه .. كلما اقترب موعد الحسم الانتخابي .. فالهدف جمهورية كرة القدم العراقية وهو عنوان مثير ( امتيازات دون حسابات ) ..

هذا ليس جديد فقد عشنا الانتخابات منذ عقدين وكل انتخابات يرافقها شبيه بما يحدث اليوم اذ تجمع الوسائل وتعد العدة الانتخابية منذ اول يوم يفوز به المكتب الجديد الذي يفكر في الانتخابات القادمة ويخطط ويوظف كل قوى الاتحاد ويسخرها لبقائه في سدة حكم كروي لا يقدم عليه شيء اخر .

فما زلنا نتذكر في الانتخابات السابقة كيف كان للمحاكم والقضاء والسجون دور كبير بحسم ملف الانتخابات التي كانت معاركها تجري تحت عنوان الاصلاح الكروي وهذا الشعار لم يغب منذ عقدين من الزمن لكن لم يتحقق منه على ارض الواقع الميداني شيء .. فكل فريق يات ينشغل بكيفية تهيئة اجواء الانتخابات المقبلة وامكانية الفوز فيها .. ناسيا ان العراق بلد سياسي وليس مؤسساتي .. والفارق بينهما كبير  .. دعونا نشرح بايجاز هذا الفارق :-

السياسي : ( بمعنى من تات به القوة والعلاقات باشكالها المختلفة المنظورة والمستترة .. وتحين له فرصة الافادة من الظروف المتعددة والمتنوعة بادوات ووسائل قوى ما وان كانت بعناوين رياضية فمعايير السياسي لبلوغ الهدف واضحة : انتمائية حزبية جماعاتية اقربائية ... ينحسر فيها هامش الكفاءة والتخصص بشكل مؤثر واضح ).

المؤسساتي : ( هو ذلك المختص والموهوب والكفوء الذي يسير حثيثا لمنصبه وفقا لخبرات تراكمية تقوده بسلم متصاعد كلما زادت خبرته واثبت نجاحه في ادارة ملفاته السابقة نجاحا مبهرا يستحق ان يكون مدخل ومفتاح لصعود سلم لا يرتق فيه الا الناجحون العمليون لا الشعاراتيون).

هذه نقطة مفصلية بكل متغيرات الاتحادات الماضية  منذ تاسيس الاتحاد العراقي لكرة القدم عام 1948 وحتى اليوم ومن يريد التاكد فليقرا التاريخ بعين حيادية موضوعية .. انعكاسات السلطة واضحة على النتائج فالمؤسسات تصطبغ بلون القوة وان لم تحمل شعارها ولا تطبق برنامجها .. السلطة هنا ليس الحكومة بل هي القوى المؤثرة على الارض بمختلف عناوينها .

للاسف بعض الاخوة الاعزاء ممن حالفهم الحظ وهيئت لهم الظروف للفوز نسى بسرعة مصادر القوة التي اسهمت بقدر ما بفوزه فاخذ يحلق بعيدا بخيلاء سطوة كرسي الحكم وامتيازاته فيعتقد انه ( المخطط والاستراتيجي والمبدع والمصلح ) ... مما يجعله بورطة بنهاية دورته اذ تظهر اسماء وقوى جديدة من المنافسين ممن استوعبوا الدرس وضاعت منهم فرص سابقة .. فيلجأون لذات المقاييس التي فاز بها سلفهم .

العلة لا تكمن هنا فحسب .. بل في المنهج الذي ينبغي ان يتعلموا من دروس الماضي فيه ويعدوا دراسة الحاضر ويبذلوا جهود كبيرة من اجل تحقيق جل برنامجهم ان لم يكن كله ..

وذاك هو الدرب والسبيل الوحيد لبناء الدولة واصلاح الملف الكروي وخدمة المجتمع الذي قد يؤدي للبقاء بدورات اخرى في قيادة مؤسسة ناجحة ومعاييرها حضارية لا استقوائية باهداف امتيازية .

 

 

 

 

 


مشاهدات 98
الكاتب حسين الذكر
أضيف 2025/08/16 - 11:46 PM
آخر تحديث 2025/08/18 - 1:44 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 439 الشهر 12841 الكلي 11407927
الوقت الآن
الإثنين 2025/8/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير