الإرهاب الإلكتروني وتأثيره على الفرد والمجتمع

هبه جعفر الخفاجي

الأرهاب واحد من أهم الظواهر التي تهدد أمن و إستقرار الدول ، و مع تطور العصر و ظهور التكنولوجيا أصبحت بيئة حاضنة ممتازة لنموّه و هيمنته ، و ساعدت شبكة الإنترنت في تنامي خطورته فلم يعد ينحصر في مفهومه التقليدي ، الذي ينحصر بالعنف و الترويع و الذي يتحدد بالزمان و المكان ،  بل تجاوزه إلى ما يسمى الإرهاب الإلكتروني العابر للحدود ، و هو أستخدام التكنولوجيا لتنفيذ أعمال التخويف ، و التهديد و الأضرار بأمن الأفراد و المجتمعات و الدول ، الذي يختلف في مدى تأثيره من الناحية الإقتصادية و الفكرية و الإجتماعية و نشر الفكر المتطرف و القرصنة ، و للأرهاب الإلكتروني عدة أشكال ، كالأختراق و التخريب و نشر الدعايات المتطرفة ، و الهجمات السيبرانية و التجنيد الإلكتروني ، و الإبتزاز الإلكتروني و غيرها من أشكال الإرهاب ، و تأثيرها على الفرد بفقدان الخصوصية و وضعه تحت التهديد و الإبتزاز لحمله على الخضوع لهم و إحساسه بعدم الأمان ،  كذلك المردود النفسي السلبي مما يؤدي إلى تأثير سلبي على المجتمع بأثارة الفتن و النزاعات و حملات التضليل و التحريض ، فتحرك المشرع العراقي في سبيل مواجهته لسن التشريعات عديدة ، أولها قانون مكافحة الأرهاب رقم 13  لسنة  2005  و قانون جهاز مكافحة الإرهاب رقم 31 لسنة  2016 ، إلا أن المشكلة التي تواجه سبيل مكافحة هذه الجريمة تكمن في صعوبة تعقب الجناة ، و ضعف التشريعات و تباينها بين الدول ، في هذا المجال الذي يعد حديث العهد في الساحة القانونية ،  كذلك ضعف الوعي و سعة أستعمال المواقع الإلكترونية دون رقابة حقيقية ، في مقابل تعصب شديد لهذه الجماعات لرؤيتهم و أهدافهم .