الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
لا تبخسوا حرمة المرأة

بواسطة azzaman

لا تبخسوا حرمة المرأة

 سناء وتوت

 

إطلاق صفة (حرمة) على المرأة، توقير نابع من الإحترام، وليس الحرمان ولا الحرام، ولا ما آلت إليه الإنوثة، من بلوكرات وفانشستات وفلوكرات.. معاذ الله “فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ” الآية 17 سورة الرعد.

النظرة العجلى الى المرأة الأشد إنتشاراً الآن (طاكه) فاشنسته وبلوكر وفلوكر (أي مشتغلة بالأزياء ومدونة على السوشل ميديا وموديل فيديوات) تلك النظرة تظهر العراقيات بصورة إستعراضية لا صلة لها بحقيقة المسهمات في صنع تاريخ العراق الحديث... فالإستعراضيات ينفذن الى المتلقي عنوة، يقتحمنه بالإغراء والـ... الإعلام السلبي (مصطلح أكاديمي لا سوء فيه) حيث يمسك المرء.. ذكراً أو أنثى.. موبايلاً، و... قبل أن يزوِّل الرمز، تظهر فتنة بنات يأخذن اللب بجمالهن، وأولاد مسومين؛ فـ... يتسرب الوقت من بين الأصابع هدراً من دون إنجاز مهم.

المشكلة.. هؤلاء المصنَّاعات بإبر التجميل ومستحضراته البلاستيكة، أصبحن وحدة قياس معتمدة إجتماعياً، في تقييم المرأة إستناداً الى النظرة المموهة المصنَّعة بقصدية تستهدف الرأي العام؛ تشجيعاً على (الزبد) بدلاً مما (ينفع الناس).

لا أؤمن بعقدة المؤامرة، لكنها حقيقة حلت في حياتنا.. آمنت بها أم لم أؤمن فدوائر الدهاة لا ينتظرون إيماني بالمؤامرة كي يحبكونها إحترافياً، من خلال تفنيد عقائدنا الراسخة.. بل تحويلها من منطق الرصانة الى المراءاة التي نهى عنها الرسول محمد.. صلى الله عليه وآله، وعندما يجردوننا من مبدئيتنا، يلوون الحقائق الى أن الحضارة المعاصرة تتربع مارلين مورنو على قمتها، وليس إنشتاين، فإتبعن إغراءات صوفيا لورين، تخدمن أنفسكن بعيداً عن قلق الإلتزام بميادينه الدينية والمدنية وأعراف الإجتماعية والوطنية.

وهكذا بوسائل إعلامية مدروسة، أسقطوا القدوة، لتبدو بولينا حسون.. أول صحفية عراقية وليلى الدليمي.. أول وزيرة في العالم، متخلفتين، نظير (تحضر) فاشنستا إستفاقت صباحاً في سرير شخص متنفذ.. تغفو وعلى حافة وسادتها (سويج) تاهو أو جي كلاس أو... سيارة تحط معنى كلمة (حرمة) من إحترام الى (حرام) وتسفح إنسانيتها هدراً.

تتسيد رموز الأنوثة.. الآن.. وجوه جافتها البركة، إكتسحت وقاراً راقي ورثته المرأة العراقية من: هدى قطان.. خبيرة التجميل العالمية، وزهاء حديد.. المهندسة المعمارية المشهورة عالميًا، ونادية مراد.. الناشطة الحقوقية التي حازت على جائزة نوبل للسلام، بالإضافة إلى أسماء أخرى بارزة في مجالات الأدب، والسياسة، والقضاء، والإعلام، والفن.

وأقتبس نزراً مما كتب استاذ التاريخ الحديث المتمرس في جامعة الموصل أ.د. ابراهيم خليل العلاف، ذلك الحجة المعرفية: في تاريخ العراق المعاصر 1921 برزت رائدات في استكمال بنيان الدولة والمجتمع.. تربوياً وإدارياً وطبياً وأدبياً وأكاديمياً، نذكر بعضاً منهن: الأديبات أمينة الرحال وإنجيل أرستاكيس وبهرمان الزهاوي  رباب الكاظمي، إبنة الشاعر عبد المحسن الكاظمي وآمال الزهاوي، والقاضية صبيحة الشيخ داود، والصحفية مريم نرمة، وعازفة البيانو السمفونية بياتريس أوهانسيان، ونازك الملائكة، وعشرات العالمات الأكاديميات والمحاميات والطبيبات والمهندسات والرياضيات والفنانات، وحتى الآن.. في الحاضر العراقي الملتبس، ثمة نساء مشرفات يحرزن نتائج عالمية، في ميادين المعرفة والعلم الحديث، يصلحن لتمثيل المرأة العراقية، إذا أردنا نظرة تأملية، أما النظرة الهوجاء، فلا ترى سوى فتيات التاهو والجي كلاس.

 

 

 


مشاهدات 44
الكاتب سناء وتوت
أضيف 2025/07/19 - 12:47 AM
آخر تحديث 2025/07/19 - 10:01 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 329 الشهر 12022 الكلي 11165634
الوقت الآن
السبت 2025/7/19 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير