الـله بالخير رياضة
الفشل الإداري مستمر
اكرام زين العابدين
لم تكن انتكاسة فلسطين في شهر آذار الماضي اول وآخر انتكاسات الكرة العراقية ، لاننا تعودنا ان لا نستغل الفرص السهلة للتأهل للمونديال ونختار الاصعب بعد ان نضع انفسنا بعنق الزجاجة.
ولم يكن قرار ابعاد المدرب كاساس في وقت حرج من التصفيات هو الاول ولم يكون الأخير، لا سيما وان قرار الاقالة تأخر كثيراً لانه كان من المفترض ان يتم بعد الاخفاق في بطولة خليجي 26 بالكويت ، لاسيما وانه لم يحسن اختيار اللاعبين ولم يجعل البطولة فرصة للاعب المحلي لاثبات جدارته ، واحقية اختيار عناصر جيدة لم تحصل على فرص ارتداء فانيلة الوطني.
كنا متوهمين ونأمل ان تقل المشاكل الادارية والفنية بين اعضاء الاتحاد بقيادة عدنان درجال ، لكن الحقيقة المرة كشفت جهلهم بالعمل الاداري ، وانهم يوهمون الآخرين بأنهم عباقرة وخبراء بكل شيء ، ونسوا ان الادارة فن ، وان بعض الكلام الذي اطلقه الجهلاء وصدقه الآخرين وهنا اعني بمقولة (هذا ما عركان بدريس) و( هذا ما محرك سنتر او ضارب كرة) وغيرها من الجمل التي يروج لها الفاشلين ويصدقها البائسين ، ونسوا ان رؤساء اندية لم يكنوا في يوم من الايام لاعبي كرة لكنهم حققوا بطولات اوروبية وعالمية وقادوا اعظم الاندية في العالم وفي وجود نجوم كبار وصنعوا ثروات كبيرة لهذه الكيانات الكروية.
وسيسجل التاريخ اننا فقدنا فرصة سهلة وتمسكنا بالفرص الصعبة ، ولم نستغل الوقت كما يستغله منافسينا وخصومنا بالمجموعة الآسيوية الثانية لتصفيات مونديال 2026 بسبب الادارة السيئة للاتحاد.
لم نسمع اخبار متداولة في مواقع التواصل الاجتماعي عن المنتخبان الكوري الجنوبي والاردني وانهما يعيشان تحت ضغط كبير ، وان هناك مطالبات جماهيرية بابعاد المدربين والتعاقد مع آخرين ، او استدعاء لاعبين وابعاد غيرهم او ان البعض يحاول ان يستفيد من المنتخب ولاعبيه من خلال استدعاء اللاعبين والسمسرة .
ولم نسمع ان فضائيات اردنية او كورية سخرت ساعات من البث اليومي وفي وقت الذروة ، من اجل تقديم مادة اعلامية بائسة ومكررة هدفها الاثارة والسبق الصحفي والسمسرة والنيل المدربين ومن هذه الشخصية وتلك ، وتبيض صورة مدربين آخرين وشخصيات آخرى.
ولو فرضنا ان كل الكلام الذي تم تداوله في البرامج التلفازية العديدة بشأن الكرة العراقية صحيح ، وان كل المعالجات التي طرحت بشأن المنتخب الوطني كانت صحيحة وفي محلها ، ولكن الحقيقة والجواب اصبح واضحاً بان فريقنا لم يواصل النجاح بل خسر النقاط والان هو بالمركز الثالث ويحتاج الى عمل فني وبطولي كبير من اجل ضمان التأهل ، وليس الى فرضيات يطلقها بعض المدربين ويدعون من خلالها بانهم قادرين على تحقيق الفوز على فرق المجموعة وبأريحية وبمجموعة شبابية .
المشكلة ان اغلب المتحدثين عن المنتخب وتطوير الكرة العراقية عاطلين عن العمل ولا يعملون بمجال التدريب منذ سنين وانهم فشلوا بتجاربهم السابقة ، وان الغرض من تواجدهم في البرامج الرياضية معروف وهو الشوشرة على الاتحاد وامكانية ايجاد فرص عمل معهم ، وكذلك زيادة نسبة المشاهدة في مواقع التواصل الاجتماعي للبرامج الرياضية .
التاريخ سيسجل الفوضى العارمة التي تسبب بها اعضاء الاتحاد من خلال فقدان بوصلتهم الايجابية نتيجة الخسارة وكيف اسهموا بخداع الجميع بانهم يريدون النهوض بالكرة العراقية والوصول بها الى العالمية . لكن الحقيقة اثبتت العكس وظهرت نوايا وبوادر الاستعداد للانتخابات المقبلة للاتحاد ، من خلال شن حرب داخلية شعواء على رئيس الاتحاد عدنان درجال ،والايحاء الى الاخرين بانهم قادرون على النجاح في عملهم.