الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
العراق كيان هش معرض للتقسيم .. ماذا و أين؟

بواسطة azzaman

العراق كيان هش معرض للتقسيم .. ماذا و أين؟

خالد محسن الروضان

 

يوم بعد يوم ستكون مشكلة الدولة العراقية اكثر استعصاء بحكم انتشار المليشيات و ضياع هيبة الدولة و التدخل المباشر و الغير المباشر فالطائفية التي حدثت في العراق عام 2006 كانت مرتبطه بالبينه السياسية و ليست بالبينه المجتمعية بدليل النفوذ الايراني الواسع سواء العلاقه مع الحكومة الاتحادية و بعض القوى الكردية او من خلال العلاقه مع القوى الاسلامية قسم من هذه الاخيره لا تخفي سرا حين تصرح ان ولائها لولاية الفقيه و هذا لايعني سوى خضوعها للسياسة الايرانيه اضافه الى اعلان بعض القوى عن تحالفها مع ايران بعتبارها عمقا ستراتيجيا سواء كان مذهبيا او سياسيا و قد اتخذ سياسي الشيعه من الحشد الشعبي اطار لتجميع نفسه في حين لازال سياسي السنه المشاركين في العملية السياسيه او خارجها تبحث عن طريق لتعزيز نفوذها لمواجهة ساسي الشيعه سواء بالتحالف مع دول اقليمية او الدعوه للاقليم السني او بطلب من الولايات المتحده الامريكية تعديل ميزان القوى الداخلية لوضع حد للتهميش و العزل الذي تعاني منه تحت ذرائع مختلفه اذا كانت فكرة الاقاليم لا تروق للسياسيين السنه سابقا و عارضتها بشده بل ان بعضها امتنع من التصويت على الدستور و قاطع العملية السياسيه فأنها اليوم مطلبا لبعض القوى باعتقادهم انها يمكن ان تكون مواجهة للسياسية الشيعيه و منع تدخلها بشؤون مناطقهم خصوصا بعد تجربة الحشد الشعبي التي ينظرون أليها بسلبية كبيره و هذا ما ترغب به واشنطن سواء طبقا لمشروع بايدن في عام 2007 و غيرها من مشاريع التشطير و ترغب به ايران لاقرار نفوذها على الجزء الشيعي من العراق لا سيما من جنوب بغداد وحتى البصرة و المعروض على طاولة التفاوض بين ترامب و ايران على مشروعها النووي و التخلي عن صناعة الصواريخ البالستيه و الطائرات المسيره و اذرعها المسلحه في المنطقة لتكون ضمن مشروع التنمية في الشرق الاوسط الجديد مقابل مد نفوذها على الجزء الشيعي من العراق لا سيما من جنوب بغداد الى البصره .

ولا ادري من اعطى الحق لهولاء للمقايضه بارض العراق و شعبه العظيم الذي خاض اشرس المعارك بالدفاع عنها في حرب طاحنه استمرت 8 سنوات و قدم فيها الاف الشهداء و هذا يعني عودة (يا كاع ترابج كافوري على الساتر هلهل شاجوري ) تعود اسباب مثل تلك التوجهات الرائجه و التافهه الى تفشي الطائفية السياسية و انخفاض منسوب المواطنه و ضعف الشعور بالمواطنه و ضعف الشعور بالمسوؤلية خصوصا بالانحيازات الضيقه و المصالح الانانية المذهبية و الثنية و العشائرية و الجهوية و السياسة و العائلية و غير ذاك فالطائفية السياسية هي احد الاسباب الرئيسية حيث منذ اكثر من عشرين عام و الى الان لم تتمكن الحكومات بساساتها الخاطئة و بسبب نظام المحاصصه الطائفية و الثنية من وضع حد لها . يضاف أليها الفساد المالي و الاداري الذي ضرب العراق مثل الزلزال و هو الوجه الاخر للارهاب و الطائفية الذي يأكل اساسا الدولة العراقية و يضاف أليها ايضا التدخلات الاقليمية و الدولية أبتداء من واشنطن و مروراً في موسكو و طهران و محطتي انقرى و الخليج و دون ايجاد حلول لها و توفير ارادة سياسية موحده و توافق وطني و مشاركة كافة الفئات و المكونات المجتمعية ستصل البلاد عاجلا ام اجلا الى انعدام الوزن و تتجه الدولة شيئ ف شيئ الى التأكل و التفكك و يصبح العراق كيانا هشا معرض للتقسيم خصوصا اذا تدهورت الخدمات مثل الكهرباء و الماء و الصحه و التعليم كذلك الفساد الذي اخذ ينهش جسد الدولة العراقية .


مشاهدات 154
الكاتب خالد محسن الروضان
أضيف 2025/03/23 - 3:13 PM
آخر تحديث 2025/03/26 - 8:26 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 311 الشهر 15622 الكلي 10576571
الوقت الآن
الأربعاء 2025/3/26 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير