الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
يا أخضر الخطوات

بواسطة azzaman

يا أخضر الخطوات

وجيه عباس

 

الى الحسين (ع) ..

الموت ألفُك، والحياةُ الباءُُ

قدرُ الحياةِ بأن يعودَ الماءُ

بين الركوع الى السجود مسافةٌ

ودماك معراجٌ... ولا إسراءُ

لم يبق منك على التراب سوى الذي

أبقت صلاتُك، والوضوءُ دماءُ

اتفرّقَ الشهداءُ حولك في الثرى

ام في يديك تجمَّعَ الشهداءُ؟

***

ياممطراً سحبَ الشهادةِ ديمةً

فاذا الجسومُ بلطفه شهداءُ

فمن المشيب الى الرضيع قيامةٌ

َومن الخيام الى الخيام قباءُ

حتى الترابُ أراه يطمعُ في يدٍ

هي في يمينك درّةٌ بيضاء ُ

قلتَ استثيري يارياحُ مشيئةً

فرأيتها جاءتك حيث تشاءُ

وكأنْ رأتك على الثرى قرآنها

وحروفُهُ في مقلتيك دماءُ

ورأيتك العنوانَ في آياته

والمفردات حروفهن هجاءُ

منها يعود إليك في ترديده

معنى يقارفه وأنت نداءُ

وكأنك الكلمات ترشدُ آدما

لما تراءت دونه الاسماءُ

***

ياابن العيون الباكيات وحسبه

لو كان يختصر العيونَ بكاءُ

عجز الطغاة عن الدموع إذا جرت

وجنودك العبراتُ وهي سقاءُ

يا نقطة في النون تسكن رحمها

فاذا تنزل أظهرته الباءُ

من لم يبايع كفه في بيعه

سيقبِّلُ الأقدامَ وهي رضاءُ

وسيُثقَلُ الميزانُ وهو عدالةٌ

ويخفُّ فيه غيرُه ويُساءُ

سيقال فيهم من غزا ممن تغازى

دونهم وهمُ به أجراءُ

يستلهمون به النجاة وانه

فيها ليجترح النُهى ويُجاءُ

***

ياأخضرَ الخطوات تورقُ في الثرى

حتى لتشرقَ دونها الخضراءُ

حتى الجنانُ تغارُ منك كأنها

من دون درِّكَ تلعة ٌ جرداءُ

حتى القيامة ُ لم تقم لولا دمٌ

من فيضِ نحرِكَ دونها سقّاءُ

ماذا على اسم الماء تكتبُ من دمٍ

الجمرُ فيه توقّدٌ وضياءُ

وبه يداك تخطُّ في صفحاته

ماقال فيه الشعر ُ والشعراءُ

دمُك النبيُّ به رآك تلاوةً

حتى تلتك الأرضُ وهي عزاءُ

وكأنما رسمت خطاك على الثرى

أثراً، تلاهُ القادمون وجاؤوا

يتسالمون وكربلاءَ، تراهُمُ

لدماك إذ يمشي بها استحياءُ

ويُقصِّرون وأنت ملء دمائهم

فكأنما دمُهُم بهم مشّاءُ

هذي الملايينُ التي بك آمنتْ

سلهم بأي المكرمات تُجاءُ

وبأيها الارواح تحملُ في الظما

فيها لخطوك أنفسٌ وإباءُ

الراحلون إليك يابن محمدٍ

حملوك قرآناً، فهم غرباءُ

وفدوا عليك وأنت وحدك عالَمٌ

مالم يُحِطْ في كنهه العلماءُ

ورأوك قبلتهم بعالمِ ذرِّهم

قالوا بلى... فتناسل الإمضاءُ

الجودُ يستفتي هناك رغيفَهم

لكنما تفتيهُمُ البأساءُ

فيُجوِّدون بما تضمُّ بيوتُهم

أولاءِ، من عَفّوا بها، الفقراءُ

***

دعني أطهِّرُ في يديك قيامتي

إنَّ التمحَّلَ في نداك عطاءُ

ولأنَّكَ الأولى، أتيتُك حاملاً

كلي، وبعضي في الورى أجزاءُ

طفلاً حبوتُ على ترابك بضعةً

لولاك لانشعبت به الأهواءُ

لكنني وتريبَ خدِّكَ لم أكن

فيها ليشغلني هناك نداءُ

أنا ذا عُبيدُكَ أستزيدك شربةً

فلأنني أرضٌ وأنت سماءُ

ووراء ظهري، والليالي غربةٌ

ستون أنت بليلها وضّاءُ

لا طائرٌ للعمر يسنحُ دونها

والقابلات من الخطى عرجاءُ

أنا حاصدٌ ماكنت زارعه، غداً

وحصادُ عمري شقوةٌ وعناءُ

النارُ توقد بالمشيب وليس لي

من ليله نجمٌ هناك يُضاءُ

ماضٍ أقمتُ عليه يومي نادباً

فيهِ المُضيَّعُ سلعةٌ ضرّاءُ

وأرى خريفَ العمر دونك معجلاً

والزادُ خوفَ قليلِهِ إبطاءُ

***

يامن بساحله العوالمُ شرعةٌ

إني وقفت بحيث أنت رجاءُ

وبحيث أنك برزخٌ وحقيقةٌ

لا ماتقول الجنُّ والعنقاءُ

ومُتوَّجاً فيها بعين يقينِهِ

وكأنما الدنيا لديه هباءُ

لكنما كانت يداه سفينَه

والموجُ فيما بينهم غرماءُ

جئنا لنقبس من ضياك وأنت من

حرفُ الكليمِ صداه والأصداءُ

والطورُ والميقاتُ حين تسابقا

هتفت بوحي دماك عاشوراءُ

وقتيلُ عَبرَتِها هناك بكربلا

والدمعُ دون خيامه شركاءُ

جئنا لنقبس بعض نورك أيها

المندوبُ والمشفوعُ والشفعاءُ

 

 

 

 

**********************************

 

التسعُ هامُك مطبورٌ بعشرتِه

والعشرُ سيفُكَ إذ يهواك أشطارا

قسمتَ رأسَك في تقوى السجودِ به

فكنتَ والسيفَ فقّاراً وفقّارا

ومافراقُكَ إلا واحدٌ ثُنيتْ

له الوسادةُ في العشرين أسفارا

وجيه عباس


مشاهدات 71
الكاتب وجيه عباس
أضيف 2025/03/22 - 12:45 AM
آخر تحديث 2025/03/22 - 1:41 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 433 الشهر 12556 الكلي 10573505
الوقت الآن
السبت 2025/3/22 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير