عراك لا يليق بالرئاسات
خليل ابراهيم العبيدي
تعلمنا في درس الدبلوماسية للدكتور هشام الشاوي ، أن الدبلوماسية هي فن المفاوضة وحسن اختيار الكلمات ، ويكتب الدكتور فؤاد شباط في كتابه الدبلوماسية ، ص 10 ، إنها تدل على اللياقة التي يتحلى بها شخص ما في علاقته مع شخص اخر ، وهي في العموم تعني القدرة على ايصال ما تريد باسلوب مهذب فريد ، وقد عرف العالم فن المفاوضة منذ القدم ، ولكن تم تقنين قواعد الدبلوماسية فنذ مؤتمر فيينا عام 1815 حيث تم الاعتراف بسيادة الدول وتبادل التمثيل الدائم ، واعتماد البروتوكول كوسيلة للتعبير عن الاحترام المتبادل ، اكان ذلك في الاستقبال او الترحيب او في لغة التخاطب ، وان ما حدث في قمة البيت الأبيض لم يكن ليحدث لدى الغير منذ أن تم ارساء قواعد السلوك الدبلوماسي ، لا من حيث الاحترام المتبادل ، ولا من حيث أسلوب التخاطب ، ولا من حيث جعل المقابلة علنية على وفق ما جرى ، وان دل ذلك على شئ ، إنما يدل على تهاوي او تراجع قواعد اللياقة وحسن الأداء الدبلوماسي ، او على الاقل تدهور مستوى السلوك الرئاسي ، سواءا ما تفوه به الرئيس ترمب او طريقة ازدرائه برئيس دولة مواز له وفقا لما استقر عليه العرف الدولي ، او اللباس الذي ظهر فيه الرئيس الاوكراني ،
ان ما حدث في القمة سيكون موضوعا جديرا بالتأمل والدراسة لدى اغلب معاهد الدراسات السياسية والدبلوماسية ، سييما ان الرئيس كان رئيسا لاقوى دولة في العالم ، والرئيس المقابل كان رئيسا كان عليه أن يفهم توجهات الأول قبل أن يطلب الاجتماع فيه لان الدبلوماسية تعني القدرة على اكتشاف ما يضمره لك الطرف الآخر ،. وما هي عليه نواياه ، وما العراك الذي جرى إنما كان اسلوبا لا يليق برئاسات دول كان عليها أن تكون قدوة في فن المفاوضة .