الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
قمّة الفرصة الأخيرة في زمن عربي صعب

بواسطة azzaman

قمّة الفرصة الأخيرة في زمن عربي صعب

سمير الحباشنة

 

‏لا أكتب بتشاؤم ولكن يا لله !!كم هو الحال العربي صعباً،، فالنظر بواقعية، وحين تتأمل بالواقع العربي كما هو، دون تزويق، فإنك تخرج بنتيجة لا تقبل اللبس أن حالنا العربي لا يسر صديق، عالم عربي مغرق بالتراجع والتحديات المركبة في أغلب أقطارنا، تحديات سياسية وأمنية واقتصادية واجتماعية لا حد لها وغير مسبوقة.

وعلى رأس تلك التحديات، المشروع الصهيوني الذي كنا نعتقد بان صراعنا معه طويل، وأن لدينا سعة من الوقت، بأن نتعامل كعرب مع هذا المشروع، حين يأتي الوقت المناسب، حين تكون الأمة جاهزة فتعيد الأمور الى مسارها التاريخي ويعود الحق الى أصحابه.

واضح ان المشروع الصهيوني يتطور بسرعه فائقة، حتى انني أخشى وان بقي الحال على هذه الوتيرة من التسارع، أن يتحقق هذا المشروع او جزئه الأكبر في زمن هذا الجيل الذي نعيش فيه.

فالمشروع الصهيوني كما هو واضح وبغياب المكافئ الموضوعي له، لن يكتفي بكل فلسطين التاريخية، بل وينتقل نحو مناطق أبعد.. وربما نحو جغرافيا عربية لم تكن متوقعة.

فالمشروع الصهيوني والمدعوم أمريكياً بلا حساب أو حدود، يضرب بعرض الحائط كل السنن الدولية وقرارات الأمم المتحدة وحقوق الانسان، ولا يرى بعينه ثوابت المجتمع الدولي ولا محاكمه الدولية ولا الجنائية، بل انه لا يقبض العرب بجد، مع الأسف. فيضرب يمينا وشمالاً وجنوباً وغرباً دون تمييز ولا رادع في فلسطين في لبنان في سوريا وغيرها.. والقادم أصعب.

فرصة اخيرة

‏وعليه،، أجزم أن قمة رمضان العربية القادمة في القاهرة، هي قمة الفرصة الأخيرة، بحيث لا تكون قمة توصيات او قرارات غير قابلة للتنفيذ بحيث تكون قمة عناوين ولا تقف عن الهوامش والتفاصيل والخلافات البينية الصغيرة.

نريدها قمة إحياء لمشروعنا القومي العربي المنتظر والعتيد، وبالتالي خلق المكافئ الموضوعي القادر على صد هذا العدو الوحشي المجنون التلمودي وكأنه «المسيح الدجال».

نريد قمة عربية تقوي دول المواجهة (مصر والأردن ولبنان)، لتتمكن من الوقوف أمام الضغط الأمريكي المنتظر وتعزيز القدرات العســــــــــكرية والأمنية لكل من هذه البلدان.

قمة عربية تقوي كذلك الفلسطينيين ليصبروا على الاحتلال وتعزيز تشبثهم بالأرض، وأن تفرض المصالحة الفلسطينية في إطار منظمة التحرير ليتجلى المشروع الفلسطيني ويكون بمستوى الحدث، وقادر على المجابهة بتوظيف كل ما يمتلك من أدوات المقاومة (البندقية والكلمة والدبلوماسية) في يد فلسطينية واحدة، دون أن ينفرد فصيل ما بقرار ما قد يضر بالقضية، ويضر بالشعب الفلسطيني.

هذا إذا أردنا أن نحافظ على ما تبقى لنا من مكانة في هذا العالم، والإبقاء على بعدنا الحضاري والإنساني. خلاف ذلك صدقوني أن هذا المشروع المجرم سوف يتمدد مثل السرطان الحاد.

وبعد،، إنها أمة لا بد أن تستفيق وتتفهم بأنها مهددة بوجودها. أمة تحتاج الى قمة عربية في هذا الزمن الصعب، تدير الملفات على أساس البت الحازم وليس على أساس إدارة الأزمات.

نتمنى لقادتنا في هذه القمة أن يحققوا ما هو منتظر منهم ومأمول.

 

 

 


مشاهدات 39
الكاتب سمير الحباشنة
أضيف 2025/03/04 - 3:08 PM
آخر تحديث 2025/03/05 - 4:18 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 102 الشهر 2232 الكلي 10463181
الوقت الآن
الأربعاء 2025/3/5 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير