لماذا جاء شارع الرشيد منحرفا وليس مستقيما ؟

بغداد - جواد الرميثي

بعد ان تم تعيين خليل باشا والياً على بغداد وقائداً للجيش السادس العثماني سنة1916(ولد في مدينة القسطنطينية سنة 1882وتوفي في إسطنبول سنة 1957  ) نفذ فكرة فتح شارع الرشيد التي راودته عام 1915والذي كان حينها مجرد طريق أو ممر للجيش العثماني .

خشية الهدم

كان مدير البلدية في هذا التاريخ السيد رؤوف الجادرجي. ومع فكرة فتح شارع الرشيد كانت هنالك مخاوف من قبل السكان خشية هدم دورهم، وخشى رجال الدين من هدم الجوامع المنتشرة من العهدين العثماني والصفوي في بغداد وخاصة على جانبي الطريق الذي يتم فيه فتح الشارع، ولكن الوالي أصر على أن يتم التهديم ويفتتح الشارع ، وبوشر فعلاً بالتهديم ليلاً واقتطعت أجزاء من جامع الحيدر خانة حيث تم عزل القبة عن الجامع كذلك أزيلت القبة الرابعة لجامع مرجان، والمفارقة بالشارع أنه جاء منحرفاً وليس مستقيماً بسبب أن بعض الشخصيات المتنفذة بالحكم (حكام داخل السلطة العثمانية) حرفت الشارع حتى يمر قريباً من بيوتهم. فافتتح الشارع في 23/تموز/1916 وكتبت لافتة وضعت على جامع سيد سلطان علي تحمل اسم(خليل باشا جاده سي) أي شارع خليل باشا.

هذا ما كان في العهد العثماني ولكن الشارع ترك في حالة يرثى لها، إذبقيت الأنقاض و مخلفات العمل متروكة فيه حتى دخول القوات البريطانية عام 1917 إلى بغداد حيث مرت من بوابة الباب المعظم ( مقابل وزارة الدفاع  بين جامع الأزبكية وقاعة الشعب حالياً)، فشاهدت أنقاض الشارع ما تزال متروكة على جانبيه فأمرت برفعها وإكمال فتح الشارع، وأوصلوه حتى بداية شارع ((أبو نواس)) للافادة منه عسكرياً، وأيضاً لحاجتهم الماسة إليه لوجود القنصلية البريطانية في منطقة السنك من جهة الباب الشرقي .

 ولكن هذه البوابة هدمت لأنها تعيق دخول الأسلحة الثقيلة والمدافع البريطانية، فأزيلت نهائياً من هذا الموقع.