الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
معاً لِنقْرأْ ... خلاصات

بواسطة azzaman

معاً لِنقْرأْ ... خلاصات

محسن حسن الموسوي

 

الكتاب:خلاصات

تأليف: العلاّمة السيد حسين السيد محمد هادي الصدر ، حفظه الله

الطبعة: الأولى ١٤٤٥هج_ ٢٠٢٤م

الناشر: الكاظمية للتأليف والتحقيق والنشر

عدد الصفحات: ١٨٤ صفحة

مائدة رمضانية دانية القطوف ، شهية المذاق ، مشرقة الأنوار ، يقدّمها لنا سماحة العلاّمة السيد حسين السيد محمد هادي الصدر ، حفظه الله ، ضمن الجزء التاسع والتسعين من ( موسوعة العراق الجديد) في هذا الشهر المبارك الكريم ، ويقول في المقدمة:

( كلي أمل ورجاء أن تكون هذه السطور العجلى إسهاماً متواضعاً في مضمار تهذيب النفس وخلوص النيّة  ، وتنقية السلوك واستثمار الفرصة الذهبية الممنوحة لنا بالجميل من الأعمال والأقوال) .

حضارة ورقي

في ثلاثين مقالة ، يُتحفنا سيدنا الحجة الصدر ، حفظه الله ، بهذا الأدب الرمضاني الفائق الجمال ، والأدب ، بصورة عامة ، وفي جميع الأمم ، أهم أسس نهضة الأمة ، وأقوى الدعائم الفكرية التي تستند عليها الأمة في مسيرتها للارتقاء نحو الحضارة والرُّقي ، بواسطة الأدب يمكن التمهيد لحياة إجتماعية وسياسية واقتصادية تخدم الناس وتطوّر حياتهم.وكتابات سيدنا الحجة الصدر ، حفظه الله ، لها هدف واضح ، ورسالة نبيلة يشعر بأنه مسؤول عن أدائها ، بعيداً عن الكلمات البرّاقة ، وبعيداً عن الأساليب القديمة المتحجرة ، فهو إبن الواقع الذي يعيشه بكل جوارحه ، وما فيه من أمور متنوعة بين الخير والشر.

وفي هذا الجزء من الموسوعة ، ونحن في شهر رمضان المبارك ، تكون حصّة القرآن الكريم هي الأعلى في الإشارات والتنبيهات.

ويحذّر سيدنا الصدر ، حفظه الله ، من هجر القرآن الكريم ، قراءةً وتدبّراً  :

( القرآن كتابُ الحياة فلماذا لا نقرؤه إلاّ  على الموتى ؟

إنّ وضع القرآن على الرفوف وتركه مهجوراً يجعله أحد الشاكين إلى الله من هذه الجفوة البغيضة.

فالمسجد المهجور يشكو من قلّة روّادهِ .

والعترة المهجورة تشكو إلى الله الصدود عنها.وكيف يقبل الإنسان المؤمن أن يُشكى إلى الله لِيُنزلٓ به العقوبة المناسبة ؟ ).

فما المطلوب من الإنسان المسلم نحو القرآن الكريم ، يحدّثنا سيدنا الحجة الصدر ، حفظه الله ، فيقول:

( الإقبال على القرآن تلاوةً وترتيلاً ، وتدبّراً وتأملاً في آياته ومواعظه ، واستيعاباً لحقائقه ومفاهيمه ، وانطلاقاً لتجسيد أحكامه كلّها هو الموقف المطلوب من كل إنسان مسلم) .إنّ في قراءة القرآن الكريم ، وتدبّر آياته بركات تغمر البيت الذي يُتلى فيه ، وهي بركات لايمكن لأحد تصوّر أهميتها وسرّها وعظمتها ، فإنه الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، أنه أعظم المنن السماوية على الإنسان ، وهنيئاً للتالين آياته آناء الليل واطراف النهار .

ويحدّثنا سيدنا الحجة الصدر ، حفظ الله ، عن آثار تلاوة القرآن الكريم ، نقلاً عن أهل البيت عليهم السلام :

( السؤال الآن: ماهي آثار تلاوة القرآن الكريم ،وما هي المردودات الإيجابية التي يغنمها التالون لكتاب الله العظيم ؟

والجواب: جاء على لسان الإمام الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام) حيث قال:

قال أمير المؤمنين ( عليه السلام) :

البيتُ الذي يُقرأ فيه القرآن ويُذكر الله عزّ وجلّ فيه:

تكثر بركتُهُ ، وتحضُره الملائكة ، وتهجُرُهُ الشياطين ، ويضيء لأهل السماء كما تضيء الكواكب لأهل الأرض ) .

والنهي عن هجر القرآن الكريم من بداهة الوجدان والأدب الإسلامي ، وتحذير الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلّم ، وأهل بيته الاطهار عليهم السلام ، وبهذا يتحدّث سيدنا الحجة الصدر ، حفظه الله ، عن هذه الزاوية المؤلمة حقّاً في حياة المسلم  :

( سأل أحدهم جده قائلاً:

لماذا تضع الأوراق النقدية في المصحف الشريف ؟

فأجابه قائلاً: لأني أعلم بأنكم لاتقرأونه !!

لقد اعتاد الكثير من المسلمين على وضع المصحف الشريف على الرفوف للتبرك لا للاستضاء بما ضمّه من مناهج تورث العزّ والسلامة في الدنيا والآخرة.

إنهم جعلوا القرآن مهجوراً وهذا من أكبر ألوان العقوق لكتاب الله العزيز) .

ولكي لاتُصاب الأمم بالانتكاسات الأخلاقية والسياسية والإقتصادية ، كان عليها واجب مهم هو الإهتمام بالتربية الصحيحة ، ولنا في الشريعة الإسلامية ، أفضل المناهج في التربية الإسلامية التي تتماشى مع الفطرة الإنسانية الطاهرة ، ولا يمكن للأمة الإسلامية أن تتراجع وتهزم أمام أعدائها إلاّ حينما تتخلى عن مناهج التربية الإسلامية التي تحصّن الفردوتحفظه من الوقوع في الانحرافات الكثيرة التي تواجهه في الحياة ، ومن الأسف الشديد أن يضمحل الجانب التربوي الإسلامي في حياتنا ، حتّى نرى تلك الفضائح في سرقات المال العام بشكل مخيف ، وكأن الفاعل ليس مسلماً ، وينسى اليوم الآخر ، وفي ذلك يقول سيدنا الحجة الصدر ، حفظه الله:

مديات واسعة

( التربية الإسلامية الصحيحة تقوم على اذكاء الحسّ الإنساني عند الإنسان المسلم وتقفز بهذا الحسّ إلى مديات أوسع تشمل حتّى الحيوان.إنّ رقّة القلب ، والتفاعل السريع مع أصحاب المعاناة من أبرز سمات الشخصية المسلمة) .ونحن في هذا الشهر الكريم ، يحدّثنا سيدنا الحجة الصدر ، حفظه الله ، عن الصوم الحقيقي ، الذي يرتضيه الله ، والذي شُرّع الصوم من أجله:

( إنّ الصوم الحقيقي لايعني الإمتناع عن الطعام والشراب فقط ، وانما هو صوم الجوارح كلها :

فالعين تمتنع عن النظر إلى ما حرّم الله عليها ، والاذن تمتنع عن الإستماع إلى ما حرّم الله.

واليد: لاتمتد لتناول المحرمات ولن تكتب شيئاً محرماً فهل يعقل أن يُتقبل الصيام من رجل يمتنع عن الأكل والشراب ولكنه لايمتنع من كتابة الأخبار الكاذبة عمن يريد ايذائهم ؟

والقدم: لاتتحرك نحو الأماكن الموبوءة ..

وهكذا... ) هذا الجزء من الموسوعة فيه الكثير من هذه المقالات الأخلاقية والتربوية النافعة.

حفظ الله سيدنا العلاّمة السيد حسين السيد محمد هادي الصدر ، واسبغ عليه الصحة والعافية ، ودام مشعلاً للهداية والصلاح.


مشاهدات 100
الكاتب محسن حسن الموسوي
أضيف 2024/04/27 - 12:35 AM
آخر تحديث 2024/05/07 - 12:37 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 187 الشهر 2610 الكلي 9140648
الوقت الآن
الثلاثاء 2024/5/7 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير