عندما يكون القضاء عادلاً

علاء كرم اللـه

   يحكى أن قاضيا في أحدى الولايات الأمريكية أصدر حكما بالسجن (15) عاما على صبي عمره 15 عام بتهمة السرقة! ، قرار الحكم أسترعى أنتباه رئيس القضاة في تلك الولاية فأراد أن يعرف كل التفاصيل ، فأعاد محاكمة الصبي بنفسه!. (( رئيس القضاة  يسأل الصبي: أنت متهم بسرقة قطعا من الخبز والجبن من أحدى المحلات ، وكذلك تسببت بكسر أحد الرفوف بالمحل أثناء السرقة ، فماذا تقول؟ أجابه الصبي بخجل: نعم سيدي القاضي. سأله رئيس القضاة : لماذا سرقت؟ أجاب الصبي : كنت مجبرا على ذلك لأني لا أملك  المال لكي أشتري به الخبز والجبن . سأله رئيس القضاة : وأين أبوك  وأمك وأخوانك ، أين عائلتك؟ ، ولماذا لا تأخذ منهم المال بدل أن تسرق ؟ أجاب الصبي : ليست لدي عائلة ، فقط أنا أعيش مع أمي وهي مريضة وسرقت الخبز والجبن من اجلها لأننا لا نمتلك المال .  سأله رئيس القضاة : وأنت هل تعمل أجاب الصبي :  كنت أعمل في ورشة لغسيل السيارات وطلبت منهم يوما أجازة من أجل الأطمىنان على أمي ففصلوني من العمل. سأله رئيس القضاة : هل بحثت عن عمل آخر؟ أجاب الصبي: نعم ، ولم أجد. هنا  صمت رئيس القضاة لبرهة من الوقت وساد صمت مطبق في قاعة المحكمة ،  ثم كتب قراره قائلا : أن السرقة جريمة مخزية وخاصة عندما تكون سرقة خبز!! ولكني أرى أننا كلنا مسؤولون عن هذه الجريمة! ، وعليه أنا ألزم جميع الحاظرين بدفع مبلغا وقدره 10 دولارات للصبي وأولهم أنا! ، وأخرج من جيبه ورقة من 10 دولارات ، ووضعها وكذلك فعل بقية الحاظرين الذين أعتذروا جميعا من الصبي!! ، ثم أضاف رئيس القضاة قائلا : وكذلك قررت تغريم صاحب المحل مبلغا وقدره 1000 دولار وذلك لتسليمه الفتى الجائع للشرطة!، وأذا لم يدفع الغرامة خلال ساعة واحدة فلن أسمح له بفتح المحل!. خرج رئيس القضاة من المحكمة وعيناه تدمعان! ، وكذلك الجمهور وكتب في محضر القرار: أذا ألقي القبض على احد وهو يسرق الخبز فعلى المجتمع بأسره أن يخجل وأولهم الحكومة! .)) ، الى هنا أنتهت هذه القصة التي يمكن أن تعطي درسا مهما لكل القضاة  بالعالم في كيفية القضاء بين الناس بالحق والعدل والرحمة والأنسانية .