بلينكن يغادر بغداد بعد جولة إقليمية سريعة شملت عمان وأنقرة
العراق يتلقى رسائل وتطمينات أمريكية بشأن أمنه وإستقراره
بغداد - قصي منذر
أكد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، أن العراق ينتظر الأفعال من القائمين على إدارة المرحلة الانتقالية في سوريا.
وقال بيان تلقته (الزمان) أمس إن (السوداني استقبل وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية أنتوني بلينكن، وبحثا العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيز التعاون المشترك، وكذلك مناقشة الأوضاع في المنطقة، وتطورات الأحداث الجارية في سوريا، وما تتطلبه من جهود إقليمية ودولية لتعزيز الأمن في سوريا واستقرار المنطقة بالكامل)، واكد السوداني (موقف العراق بدعم سوريا في هذه المرحلة المهمة، وأهمية أن تضطلع الدول الصديقة بمساعدة السوريين في إعادة بناء دولتهم، ومواجهة التحديات التي قد تؤثر على السلم الأهلي فيها)، داعياً إلى (ضرورة تمثيل كل مكونات الشعب السوري في إدارة البلاد لضمان تعزيز استقرارها).
مرحلة إنتقالية
مبينا ان (العراق ينتظر الأفعال لا الأقوال من القائمين على إدارة المرحلة الانتقالية في سوريا)، ومضى الى القول (ضرورة عدم السماح بالاعتداء على الأراضي السورية، من أي جهة كانت، كون ذلك يمثل تهديداً للأمن والاستقرار في المنطقة). من جانبه شدد بلينكن على (اتفاق الولايات المتحدة مع الجانب العراقي على ضرورة احترام خيارات الشعب السوري، والعمل على تشكيل حكومة شاملة تعكس إرادة الشعب السوري وتنوع مكوناته)، وأشار إلى (الدور المحوري للعراق، وأنه يمثل شريكاً أساسياً في المنطقة، وأهمية التشاور معه في التطورات الراهنة التي تشهدها المنطقة)، مؤكداً (التزام أعضاء التحالف الدولي تجاه أمن وسيادة العراق واستقراره)، وتابع إن (اللقاء تطرق إلى الأحداث في غزة، وأهمية مواصلة العمل لإنهاء الحرب، والتأكيد على بذل جميع الجهود لتثبيت وقف إطلاق النار في لبنان). وكان بلينكن قد كتب في تدوينة على منصة إكس جاء فيها (التقيت برئيس الوزراء العراقي، لمناقشة آخر التطورات في سوريا، واكدنا التزام الولايات المتحدة الأمريكية، بـ دعم أمن العراق واستقراره وسيادته). وابلغ بلينكن، تركيا خلال زيارته العاصمة أنقرة بأنّه (من الضروري العمل ضدّ عودة ظهور داعش في سوريا بعد سقوط بشار الأسد)، وقال خلال مؤتمر مع نظيره التركي هاكان فيدان في أنقرة (عمل بلدنا بجد،لضمان القضاء على خلافة تنظيم داعش، ولضمان عدم عودة هذا التهديد، ومن الضروري أن نواصل هذه الجهود)، من جانبه، قال فيدان أن (أولوياتنا تقضي بضمان استقرار سوريا في أسرع وقت ممكن ومنع انتشار الإرهاب ومنع داعش وحزب العمال الكردستاني من السيطرة). وقد وصل بلينكن مساء الخميس الماضي إلى العاصمة التركية، حيث اجتمع بالرئيس رجب طيب إردوغان في إحدى قاعات مطار أنقرة. وقال إردوغان لبلينكن خلال لقائهما إن (تركيا لن تسمح بأي تهاون في مكافحة تنظيم داعش)، مشددا على إن (تركيا باعتبارها البلد الوحيد في حلف شمال الأطلسي الذي التحم مباشرة مع داعش، ستتصدّى لجهود حزب العمال الكردستاني وامتداداته الرامية إلى تحويل الوضع الميداني إلى فرصة ولن تسمح بأي تهاون في مكافحة تنظيم داعش). ودعا العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ووزير الخارجية الأمريكي، إلى الحفاظ على أمن سوريا في مستهل جولة الأخير لبحث الأزمة بعد إطاحة الرئيس بشار الأسد. وشدد بلينكن قبل التوجه إلى تركيا عقب زيارة الأردن، إلى عملية (شاملة لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمن حماية الأقليات بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة هيئة تحرير الشام حكم الأسد). بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر إن (بلينكن الذي يغادر منصبه بعد شهر، وعد خلال لقائه بالعاهل الأردني في العقبة على البحر الأحمر بدعم واشنطن، استقرار جيران سوريا، بما في ذلك الأردن، خلال هذه المدة الانتقالية).
انتقال شامل
وأضاف ميلر أن (بلينكن دعا إلى انتقال شامل يؤدي إلى حكومة سورية مسؤولة وتمثيلية يختارها الشعب السوري)، وأشار إلى أن (الولايات المتحدة تأمل ضمان عدم استخدام سوريا قاعدة للإرهاب وعدم تشكيلها تهديدا لجيرانها). وقال بلينكن قبيل مغادرته الأردن متوجها إلى تركيا إنه (عندما يتعلق الأمر بالعديد من الجهات الفاعلة التي لديها مصالح حقيقية في سوريا، فمن المهم فعلا في هذا الوقت أن نحاول جميعا التأكد من أننا لا نثير أي نزاعات إضافية)، وأضاف إن (إسرائيل تحاول ضمان أن المعدات العسكرية التي تخلى عنها الجيش السوري لن تقع في الأيدي الخطأ، إرهابيين ومتطرفين وما إلى ذلك)، ورأى أن (تركيا لديها مصلحة حقيقية وواضحة في منع التصعيد في سوريا)، وشدد على إن (دور مقاتلي قوات سوريا الديموقراطية بقيادة الأكراد حيوي لمنع عودة ظهور داعش في سوريا بعد الإطاحة بالأسد).