من يستطيع العيش في بلد غير مختمر؟
نوزاد حسن
ترى من يستطيع ان يتناول قطعة خبز غير مختمرة,قطعة خبر فطيرة بمعنى اصح؟ لا احد.قد يتناولها الانسان لكنه سيحس بانه يتناول قطعة جلد,ثم يشعر بالمرارة,والانزعاج كيف اضطر لتناول هذه القطعة غير المختمرة,ومن ياترى افسد العجين بهذا الشكل.وكان من الممكن ان يكون الخبز جيدا وفيه نكهة تعلن عن هويته الاهم,وهي ان الخبز الجيد صديق للانسان لانه يجعله يواصل حياته.اما اذا فسد الخبز,واصبح غير مختمر اقصد فطيرا فهذه مشكلة. اظن تشبه الدول ارغفة الخبز.فهناك دولة لها رائحة رغيف حنطة حقيقي.الرائحة تكشف عن انسجام المكونات المصنوع منها الخبز.واظن ان اغلبنا يتذكر تجربة اكل رغيف ساخن اعطته اياه جارته او امه قبل ان تنتهي من اعداد خبز العائلة الذي يخبز في تنور البيت. لا اريد ان اتحول الى مههوس بقصص الماضي ومن بين هذه القصص نوع الطعام الذي تناولناه او نوع الخبز الذي تربينا عليه.اريد ان اعيد الى ذاكرتنا عنف عدم الانسجام بين المكونات التي صرنا نرى تنافرها. مشكلة حياتنا انها تتعرض يوميا الى مزيد من عدم الاختمار.نقول تغيرت الحياة ونحن نعني ان العلاقات العامة والخاصة تعاني من غياب الانسجام الحقيقي فيما بينها.تماما كما يقدم للانسان رغيفا باهتا بسبب اهمال من خبزه,وعلينا في هذه الحالة التواجد في مكان كله مظاهر سطحية فطيرة لا بد من قبولها والتكيف معها. كل شيء له طعم غير ناضج.بعبارة ادق طعم مقرف لا يطاق. مثلا كلمة الفساد الغامضة,كلمة البطالة,غياب العدالة الاجتماعية,طغيان امتيازات المسؤولين,فقدان الاحساس بالمواطنة,الخوف من الغد,الحلم بالثراء من المنصب,ابهة قارون التي تفشت بين الرجال والنساء,ومظاهر اخرى كثيرة. وكل هذا يجعلني افكر يوميا بمصير احفادي.يجعلني اشعر بالانزعاج ان كل شيء غير مختمر. هذه التجربة اللعينة لن تتوقف لان لاعبيها الكبار يتمتعون باحساس البهيمة,او كما افضل ان اصفه بالهيمية.وهي رغبة دائمة تبحث عن الاشباع,وخطف ما يمكن اختطافه. هكذا يصبح البلد فطيرا بلا طعم,ورائحته تشبه رائحة نتنة لا تطاق. اذن هو العيش في حدود عدم الانسجام اي العيش في بلد صنع هكذا بلا هم ورغبة كي يكون مختمرا كباقي البلدان الاخرى.