الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
مسار بولونيا..منظومة عقيمة

بواسطة azzaman

مسار بولونيا..منظومة عقيمة

أكرم ســالم

 

والان  بعد ثبوت عقم تطبيق مسار بولونيا التعليمي الاكاديمي في جامعاتنا.. وبعد كل الذي جرى وتبيّن لنا كأكاديميين وليس كمراقبين ونقولها من بطون المعاناة اليومية والاشكاليات والتحديات المتكررة التي تواجها جامعاتنا وكلياتنا بتطبيق هذه المنظومة الهيجينة والغريبة علينا و التي تتعارض مع البيئة التعليمية والتربوية العراقية تماما ،نقول بأننا لا نفهم ذلك الاصرار والالحاح المتواصل من قبل المؤسسة الوزارية العليا الموقّرة في»ضرورة» تطبيقه لدينا على الرغم من تراكمات المشاكل الناجمة عنه يوميا .اقل ما يقال عنه بأنه مشوش ومربك وغير مجد وأن الغاءه افضل من بقائه ،وأنه يتسبب بمشاكل فنية وهيكلية عديدة مستمرة اضافة الى ارباكه العملية التعليمية مضمونا ومحتوى وأساسات .ان منظومتنا التعليمية في العراق تختلف كثيرا في هيكليتها ومناهجها عن تلك التي ولد فيها نظام بولونيا في الاصل ولاسيما باوربا الغرب التي تشهد ثقافة مغايرة كثيرا لثقافتنا وحضارتنا العريقة ومبادئها النبيلة ،وأن قيمنا التربوية تتقاطع في كثير من الجوانب والمحددات مع المنظومة القيمية الثربوية الغربية التي تتماهى تماما مع ثقافة العولمة «المائعة الملونة!!» التي يعج بها العالم هذه الايام والسنوات .اذ ان التأقلم في العراق مع مسار بولونيا الجديد يتطلب تغييرات كبيرة وجوهرية لاقبل لنا بها، في البنية الجامعية التحتية مع تعديل المناهج وأساليب الدراسة والتقويم ،ويمكن ان يفضي التسرّع في ذلك الى فوضى وصعوبات جمّة من جراء عدم تأقلم الطلاب والتدريسيين مع نموذج هذا المسار المتغرّب والغريب بشكل صارخ عن منظومتنا التربوية التعليمية التي تتجذّر عميقا في ثقافتنا الشرقية ،كما وأن هذا التباين بين النظام التعليمي العراقي والهيكلية التي يقوم عليها نظام بولونيا يجعل التكامل بينهما معقدا لاسيما ان مسار بولونيا يعتمد على الساعات المعتمدة والتقييم المستمر،فيما ان الاليات المتبعة في الجامعات العراقية تتقاطع تماما مع تطبيق هذا المسار الذي هبط على رؤوسنا كالقدر المستعجل .فضلا عن ان تطبيقه يقتضي موارد مالية ضخمة لتطوير المناهج وأعادة الهيكليات والنظم والتقنيات ذات الصلة .وفوق ذلك فان الطلاب يجدون صعوبات لايستهان بها في فهم الآلية الجديدة لتقييم درجاتهم بسبب تلك التباينات وهو ما يؤدي بكل تأكيد الى شعور بالارتباك وعدم الاستقرار في العملية التعليمية.في ضوء هذه الاشكالات والتحديات التي تواجه تطبيق هذا المسار فان خيار الغائه سيكون خيارا معقولا تماما وحكيما نظرا لعدم التواؤم وعدم امكانية التكامل والتقبّل..بل التنافر واللاتقبّل والاستغراب ايها السادة أصحاب السعادة والمعالي المحترمون صناع القرار في التعليم العالي والبحث العلمي..مع اسمى تحياتي وتقديري.

 أكاديمي


مشاهدات 68
الكاتب أكرم ســالم
أضيف 2024/12/14 - 12:34 AM
آخر تحديث 2024/12/14 - 9:38 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 399 الشهر 5940 الكلي 10062035
الوقت الآن
السبت 2024/12/14 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير