السوريون .. إنتبهوا وإعتصموا
علي إبراهـيم الدليمي
بعد تغيير النظام السياسي في سوريا العزيزة، والحمد لله بدون إراقة دماء، أو تخريب أو فوضى، أو خسائر فادحة، كما حصل في العراق مثلاً، حيث كان التغيير سريع جداً، وبسلام.
إذ كان الشعب السوري في غاية الوعي والوطنية والنباهة، وهم يستقبلون هذا التغيير بفرح عارم وكبير، من أجل بلاد يعمها السلم والسلام والأمان. وإذا كانت هنالك حالات سلبية حدثت هنا وهناك، لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، فهذا تصرف شخصي لا يؤخذ عليه، قياساً بحجم التغيير الشاسع.. والمطلوب حتماً.المؤسسات الرسمية حتى الآن سالمة سليمة جداً، وبعيدة عن أي عبث أو تخريب أو سرقة، وهذا مؤشر إيجابي يبشر بالخير القادم، الذي سيعم العباد والبلاد، وستعود فوائده الكثيرة لهم بالتأكيد.. ولا بد أن يكون تطبيق القانون الذي هو سيد الموقف.لذا ندعو الأشقاء السوريين جميعاً أن يتصالحوا مع أنفسهم، أولاً وأخيراً، وأن يتحلوا بأخلاقهم الرفيعة والعالية المعروفة عنهم، في هذه الفترة (الحرجة)، والحذر.. الحذر.. الحذر.. وأن لا ينجروا للشائعات المغرضة، التي ستظهر من هذه الجهة أو تلك، والحفاظ على الممتلكات العامة، وأن يكونوا بالمستوى المطلوب في العيش الرغيد مع الجميع، ونبذ التفرقة، الذي سيحاول أعدائهم، أن يغرزها بينهم بشكل خبيث أو بأخر شيطاني.. كما فعلوها من قبل في الشعب العراقي، وما زال ندفع الثمن غالياً.
مبدأ (عفا الله عما سلف)، والإعتصام بحبل الله المتين، غاية الأهمية الكبرى الآن من أجل درء الفتنة عن مكونات الشعب السوري الأبي بكل طوائفه ودياناته وقومياته ومذاهبة، من أجل بناء سوريا من جديد، بعدما عاشت في فقر مدقع لعقود طويلة. انها والله، فرصة ثمينة وكبيرة، لم ولن تتكرر ثانية، ومعجزة ربانية مباركة، أنزلت من السماء للشعب السوري، بانهم خرجوا من هذه المحنة الطويلة السوداء بسلام وأمان، وعلى الشعب جميعا أن لا يضيعها من ايديهم، وأن يكونوا يداً قوية واحدة ضد كل المؤامرات التي ستحاك ضدهم.. والتي ستتحطم بجدار وحدتهم، ان شاء الله.