بغداد تطرد الغرباء
خضير العقيدي
كانت بغداد مقرا لثلاثة عشر عاصمة عالمية توالت فيها بين باني ومدمر حسب ما وصل الينا من معلومات جمعها كلا من الدكتور احمد سوسة والدكتور مصطفى جواد في كتابهما،،فيضانات بغداد،،وفيه ان العواصم التي كانت تبني الاسوار والانهار تتبدد في لحظة غضب نهر دجلة حيث شهدت بغداد 85 فيضانا اخرها عام 1954 وكانت اسوارها الداخلية معدة لاستقبال المياه ولكنها غير معدة لتفريغه فتنشا القوارض التي تسبب الطاعون مما يعجل بهروب الغرباء وبقاء اهل البلد وهكذا في كل عام يكون نهر دجلة يستعيد اطيانه فيصبح ملاذا للزراع والسياح ففي ضفافه نشات القصور والضيع لعلية القوم وفيه الزوارق للمتعة والصيد فهذا النهر رحيم بابناء البلد طارد للغرباء
وعندما اراد الا سكندر المقدوني استبدال اهل بغداد بني الاسكندرية ونصحه الحكماء بالمغادرة وعدم استبدال اهل العراق باناس من ممالك اخرى لانهم لا يتعودون على مائه وهوائه وتربته وبقيت بغداد عصية على الغرباء وسكنها وعمرها اهلها الطيبيين الذين عاشوا فيها رغم طغيان نهر دجلة لانهم اوفياء له ولبلدهم وعاصمتهم الحبيبة بغداد فهم قد تبغددوا فيها فهي ملاعب صباهم ومساقط رؤسهم وهويتهم اما الغرباء فهمهم كبوتها معاذ الله هو حاميها تحية لها في يوم عيدها وشكرا لدجلة لطرده الغرباء.