صانعو العقول يشيدون برؤى محمد الحسان ممثل الأمين العام:
مسؤول دولي يتّصف بالحكمة والوعي الذاتي
النجف - الزمان
أشاد طلبة مرحلتي الدكتوراه والماجستير في معهد العلمين للدراسات العليا بالنجف، بحكمة ورجاحة يتحلى بهما محمد الحسان ممثل الامين العام للامم المتحدة، الذي زار المعهد والتقى بتدريسييه وطلبته. ورأوا في شخصية المسؤول الدولي (قدرة على الاقناع وكفاءة في التحاور وتكريس الخطاب الانساني )، وقالو لـ(الزمان) التي استطلعت آراءهم بعد زيارة الحسان الى المعهد وادلائه بتصريحات آثارت صدى طيباً في النفوس ان (السفير الحسان أول مسؤول دولي يقدم رؤية متكاملة لمهماته في العراق ويعكس احاطة دقيقة بتاريخ العراق وعراقة شعبه ومتطلبات نهوضه)، وأضافوا انه (خير من وصف باحثي المستقبل من طلبه الماجستير والدكتوراه في القانون والعلوم السياسية والاعلام، بالقول انكم صانعو العقول ويعول بلدكم على انجازاتهم العلمية، ومعرباً عن استعداد المنظمة الدولية لفتح افاق التعاون والافادة من الخبرات العراقية في مقابل عرض مجهودات يونامي في العراق وامكانية القيام بعمل مشترك لدراستها وتحقيق بعض اهدافها)، واكدوا (امتلاك الحسان قدرة معقولة على الاقناع يفتقر اليها سواه).
كلمة ترحيب
والحسان العماني الجنسية خريج الجامعات الامريكية، وهو من مواليد الستينات من القرن الماضي وقد حل بدلاً جنين بلاسخارت التي وصفها أحد التدريسيين خلال كلمة ترحيب قصيرة بالحسان، بانها مسؤولة دولية مثيرة للجدل، وان مهمة الحسان قد تجد بعض العقبات في تصحيح صورة الدور الأممي في معالجة ملفات العراق، التي سينتهي دوره فيها عام 2025. ويتصف الحسان بالخبرة الدبلوماسية الناعمة والرصينة الناجمة عن عمله 30 عاماً في مجال الدبلوماسية الوقائية، وكانت بلاده قد عينته ممثلاً لها في الامم المتحدة سنة 2019.
وبدا حديث الحسان الى الطلبة، في اتصال مواجهي معهم، حديث مسؤول يتصف بكثير من الحكمة والاناة وسعة الصدر والوعي الذاتي والتعاطف مع العراق. وهو لم يخف ذلك عندما اشار الى انه شعر بالراحة والسكينة العجيبة فور وصوله مدينة النجف، كما بدا الحسان شديد التواضع، تنطوي ارشاداته ورؤاه على أبوية يتعذر على مسؤول دولي يتحلى بها نظراً لما تنطوي عليه مهماته من وظيفة سياسية بالدرجة الاولى، وقال في حديثة (اشعر بالتواضع امام هذه الطاقات من صناع المستقبل وصناع العقول وابوابنا مفتوحة للتعاون معكم)، وقد أحسن اختيار مفردات حديثه باستخدام عناوين مستوحاه من التراث العربي الاسلامي من قبيل (طوبي للنجف بهذا الصرح العلمي)، مشدداً على القول ان (الامم تنهض بجهود علمائها وطاقات باحثيها).
وكان الحسان قد زار النجف والتقى المرجع الديني الاعلى علي السيستاني يوم الاثنين الماضي. وكان في استقباله الدكتور إبراهيم بحر العلوم المشرف العام، و الدكتور زيد عدنان العكيلي عميد معهد العلمين للدراسات، ورؤساء أقسام القانون والعلوم السياسية والإعلام.
ورحب بحر العلوم بالمبعوث الأممي، متمنيا له النجاح في اداء مهمته الجديدة، وقدم شرحا مفصلا عن المعهد واهدافه ومساهماته العلمية والبحثية والاكاديمية، ونجاحه في استقطاب خيرة القامات العلمية العراقية في القانون والاعلام والعلوم السياسية، واصفا تجربة الامم المتحدة في العراق بانها مميزة، داعيا الى اخضاع هذه التجربة الى دراسات اكاديمية مشتركة بين المعهد وبعثة يونامي، في مجالات القانون والعلوم السياسية والاعلام، كي تفهم الاجيال ما قامت به الامم المتحدة لمساعدة العراق، وما اخفقت فيه من مجالات.
نموذج متقدم
كما تحدث العكيلي عن مسيرة المعهد الذي تحول إلى نموذج متقدم للتعايش المجتمعي، حيث يضم طيف متنوع من جميع المحافظات والقوميات والأديان والمذاهب، على مستوى الاساتذة والطلبة، مشيرا إلى انّ ما يكتب ويناقش في المعهد من رسائل وأطاريح يحاول طرح حلول لمشاكل تعاني منها الدوائر الحكومية التي يدرس فيها الطلبة. تحدث بعده المعاون الاداري ورؤساء الأقسام ومقرريها حيث جددوا الترحيب بالضيف الأممي، داعين إلى تعاون علمي وبحثي بين الامم المتحدة ومعهد العلمين.
من جانبه شكر الحسان حسن الضيافة والاستقبال، معربا عن سعادته بزيارة النجف حيث قال ( عندما دخلت النجف شعرت براحة وسكينة عجيبة)، متحدثا عن تاريخ العراق الحضاري وكونه مهد الحضارة في العالم، وخلال حديثة عن معهد العلمين، قال ( طوبى للنجف بهذا الصرح العلمي، الذي يساهم في بناء مستقبل العراق من خلال بناء العقول والقلوب) مضيفا ( انا قريب من العراق وقريب من هذا المعهد)، ومضى الى القول ( اشعر بالتواضع امام هذه الطاقات من صناع المستقبل، وابوابنا مفتوحة للتعاون معكم في المجال العلمي والبحثي)، ثم قام بعدها بجولة في اقسام وقاعات المعهد الدراسية، كما زار مكتبة المعهد الكبيرة، واطلع على نماذج من الرسائل والاطاريح التي كتبت عن الامم المتحدة وبعثة يونامي في العراق، وبعض الرسائل والاطاريح التي كتبت ونوقشت باللغة الانكليزية.