الساهر ولبن أربيل

سمير عبد الامير علو

(مطرة) واحدة كانت كافية لكشف (عورات) وهشاشة البنى التحتية في العراق وفي مقدمتها المجاري والكهرباء وأشياء ماكانت أبدا في الحسبان كما جاء في الاغنية التي كتبها خالد الذكر نزار قباني وغناها قيصر الروم كويظم الساهر بكل إحترافية وجمالية ومتعة .

وعلى الرغم من تبجحات وزارة الكهرباء وأمانة بغداد ،والدوائر الساندة لها ، ببدء الاستعداد لموسم الامطار بشكل مبكر الا ان اجراءاتهما ظلت حبر على ورق وتصريحات (مجّة) ذرتها الرياح نحو الاتجاهات الاربع للكرة الارضية كما هو الحال في كل عام لإنها (متعودة دايما) على هذا الاسلوب من سيل الاكاذيب و(تطيير الفيلة) التي دائما ماتسقط على رؤوسنا لنكتشف سيل الخدع والتضليل الممنهج لعامة الناس الذين لايملكون ذاكرة تنبهم الى (مسرحية) الضحك على الذقون المستمرة منذ سنوات طويلة وبنجاح منقطع النظير .

(مطرة) واحدة وأسقطتنا بالضربة القاضية فشوارعنا غرقت ومجارينا ، محدودة التصريف، طفحت ومدننا غرقت في الظلام بسبب تهالك الشبكة الكهربائية التي بحاجة الى معجزات السيد المسيح ليعيد لها الحياة من جديد وهذا أمر بعيد المنال ولولا توجيهات عليا باشراك القوات الامنية والحشد الشعبي لتقطعت بالناس السبل للوصول الى اماكنهم بسبب السيول والامطار .

في مدن عالمية كبرى مثل لندن وباريس ونيويورك عادة ماتكون مجاري التصريف كبيرة جدا مايكفي الى إستدارة (لوري) فيها بكل يسر وهي لم تشيد منذ وقت قريب بل ان أعمار بعضها يتجاوز القرن لكن من بناها كان يفكر فيما سيؤول إليه مستقبل المدينة في المستقبل وقد أحسن عملا ، أما نحن فنصمم المشاريع وننفذها دون دراسة وتمحيص لذا تجدها بعد فترة قصيرة أثرا بعد عين بسبب الاهمال وإفتقاد المتابعة وهكذا دواليك جمع (دولكة) كما يتهكم العراقيين لكنها (دولكة) مليئة بلبن أربيل المدخن و...ألف عافية للفاسدين !