قبيلة بني اسد .. لسان مضر وفصح العرب

قاسم المعمار

حينما نذكر (بني اسد) تاريخياً تتجسد تلك الصورة الشمّاء لتلك القبيلة التي كان احد شخوصها الافذاذ راوية القرآن الكريم الصحابي الجليل (حفص بن سليمان الاسدي الكوفي وكذلك المجاهد المسلم الذي تناخى لنصرة سيد الشهداء الامام الحسين بن علي عليهما السلام في معركة الطف في كربلاء ونيله شرف الشهادة مع الامام الطاهر حيث مرقده اليوم جنباً الى جنب الامام الشهيد وصحبه الاطهار الا وهو حبيب بن مظاهر .

وما قامت به هذه القبيلة من دور بارز ونخوة عربية واسلامية صادقة في حمل ودفن رفاة الامام الحسين واخيه ابا الفضل العباس عليهما السلام وبقية شهداء الطف الاجلاء .

ومن الجدير بالذكر هنا ان تستجلي الصورة الناصعة من تراثنا العربي الاسلامي الخالد ان مصادرنا التاريخية تذكر ان الامام الباقر عليه السلام هو اول من احيا ذكرى استشهاد الامام الحسين واخيه العباس عليهما السلام في معركة الطف واقام مجلساً حضره الشعراء الذين عاصروه وكان ابرزهم الشاعر الكميت الاسدي حيث القوا القصائد المؤثرة في معنى الاستشهاد وهذا فخر وعز يضاف الى تاريخ بني اسد كونهم لهم الشرف في احياء الذكرى الاولى . ثم اصبح لهم ذلك سنة تقام كل عام . هذا ما اورده الدكتور صلاح عبدالرزاق مدير عام الاعلام الاسلامي في الوقف الشيعي محافظ بغداد سابقاً ..

لعبت قبيلة بني اسد دوراً مهماً في الحياة الاسلامية فمنهم من كان من الصحابة لرسول الله محمد صل الله عليه وسلم ومهم من حفظة القرآن الكريم وقادة الجيوش الاسلامية ومنهم الشعراء الاماجد قال الرسول الكريم عندما سئل عن مضر فقال (كنانة جمجمتها وفيها العينان واسد لسانها وتميم كاهلها ) وقال الدكتور جواد علي في كتابة المفصل (القبائل تميم وقيس واسد هي من القبائل التي اكثر علماء العربية اخذ اللغة عنها ) .

وان ركضة طويريج الشهيرة من التسميات التي اطلقت عليها بداية ركضة بني اسد لنصرة الحسين عليه السلام في واقعة الطف وهكذا يكون استاذنا المؤرخ عبدالكريم جواد الاسدي العين الصافية والقلب الصادق والكنز المتدفق في رسم هذه الصورة النقية لقبيلته وسجاياها وهذه وقفة وفائية مع الدكتور الشاعر اسعد محمد علي النجار / جامعة بابل بأنشاده

هذا كتاب روضة في المورد

اخباره نحوي تروح وتغتدي

وحوادث الايام فيه قد علت

فيها حكايات بطون الامد

عنوانه زاد ورحلته مضت

تحكي لنا اخبار ال الاسد

هم بنو خزيمة من مضر

الجود والوفاء منهم يبتدي

وجدهم عدنان يعلو اسمه

انعم به من نسب ومولد

وتمثل اطلالة الباحث عبد الكريم الطحان في علم الانسان (رحلة مع قبيلة بني اسد العربية تراثاً تاريخياً موسوعياً للماهية الحياتية للموجودات المخلوقة الانسانية فنحن امام واقعية علمية تطبيقية لاحد جوانب الجغرافية البشرية في هذا الكتاب النشأة .ى التسمية . التاريخ الاجتماعي  والسياسي  وعشائرها ونثبيتاً  للنسب مستعيناً بالحديث النبوي الشريف ( تعلموا من انسابكم ما تصلون به) ارحاكم فأن صلة الرحم محبة من الاهل مشراة في المال منشأة في الاثر) . ويصل الباحث الى جدي العرب (قحطان وعدنان ) وبنو اسد من القبائل العدنانية العربية وجدهم اسد بن خزيمة ونخوتهم اولاد عامر .

طابت عزائقه خطاب مديحها

وتطأطأت لفخاره العلياء

فعرانق أسدية ومناسب

وضربة ومراتب شماء

فهم بنو اسد الفتى ابن خزيمة

مهد الانام المعشر النجباء

وجاء انبثاق الامارة المزيدية الاسدية في القرن الرابع الهجري حتى اقولها عام 558 هجرية بتولي ثمانية امراء لها .

ومن العوائل الاسدية الاصيلة في محافظة بابل (الحلة) والتي زادت على (60) ستون عائلة مشهود لها بالعراقة والارجحية الاجتماعية والثقافية والعلمية منها ال الاحباب وآل الجزائري وآل الجبلاء وآل عوض وآل المعمار افتخر ان اكون هنا من نسلها الاسدي وآل الطحان وآل عوض وآل الجوهر وآل القيم وآل رجب وآل المطيري وغيرها ....

وشهد عام 496 سيطرة الامارة المزيدية على مناطق واسعة من العراق حيث امتد نفوذها الى مناطق هيت الحلة وعانة وواسط والناصرية واهوارها ومن مشايخها اليوم الى خيون الاسدي المعروفة بموقعها الاجتماعي المتميز مع القبائل العربية الموجودة محبة وايثاراً . وعشرة نسبية جيدة

هم لسان مضر ولا عجب

فأنهم لا ريب فصــــــح العرب

من مضر الحمراء في الانساب

ومن ذرى عدنان في الاحساب

هم عرانين اجا وسلمى 

هم الجبال ادباً وعلما