تحولات الأحياء والأشياء على خشبة الوطني
الدمى بصمتها الناطق لاعب رئيس في خلق الفرجة المسرحية
بغداد - ياسين ياس
ضيفت خشبة المسرح الوطني في السادس من الشهر الجاري ولثلاثة ايام متواصلة مسرحية ( تحولات الاحياء والاشياء) تاليف الراحل قاسم محمد، سينوغرافيا واخراج منعم سعيد.. العمل من انتاج دائرة السينما والمسرح/ قسم المسارح ضمن الموسم المسرحي لعام 2024.وفي هذا العرض ثمة تحولات للاحياء اراد بها مخرج العمل ان يوصل رسالته بان البشر لا يمكن ان يتعايش بعضهم مع بعض في اغلب الظروف المختلفة من خلال اقتنائه بمجموعة من الدمى المفترضة التي تحولت عبر فضاءات المسرح الى بشر ولكنها فقدت ضالتها في العيش مع البشر مفضلة عودتها الى عالم الدمى الافتراضي.اشارة الى ان الخلافات وعدم التعايش بين البشر موجود منذ الاف السنين. وتحولات الاحياء والاشياء من الاعمال البصرية التي استخدم فيها المخرج مجموعة من التقنيات الحديثة باسلوب اسيوي حديث بمشاركة مجموعة من الممثلين الشباب لاعتمادهم على تقنية الجسد. وفي نهاية العرض قدم مدير قسم المسارح حاتم عودة باقة من الورود لملاك العرض تثمينا لجهودهم.
وعقب العرض عقدت جلسة حوارية ادارها الفنان حاتم عودة والناقد الفكري والفني سعد عزيز عبد الصاحب الذي اغنى الجلسة بالافكار والتساؤلات التي جاء بها مخرج العمل المتخصص بالفن الصامت بكل انواعه. وعمل المخرج على الجزء الثاني لمتوالية الراحل قاسم محمد.
كينونة الانسان
وعن المسرحية تحدث الناقد والاكاديمي علي حمدان قائلا(هو الصراع دائما بين كينونة الانسان بوصفه قيمة عليا لتمثلات متعالية من المثل والمبادئ التي ترتقي به الى حالات التجلي في رسم صور الحياة من علاقات وتعاملات تجعل منه مثلا اعلى , وبين ان يكون سلطة تحرك الوقائع باتجاه المصلحة والفوز بالمغانم على حساب الاخر , هي معادلة انشغل بها واشتغل عليها منعم سعيد انطلاقا من نص الراحل قاسم ليتخذ من الدمية محورا مركزيا في تجسيد المعادل الموضوعي لتحول الاشياء الجامدة الى حياة إذ جسّدت الدمى اللاعب الرئيس في خلق الفرجة المسرحية، بجمال التشويق الذي يكمن سرّه في صمتها الناطق، وسكونها المتحرك، أو ثباتها الديناميكي، فما أن تبدأ بالعمل وتعتلي مكانها على خشبة المسرح، أو تظهر إلى الجمهور حتى تفعل فعلها السحري الأخاذ، وتبدأ بواعثها بإرسال الشفرات، فتصبح كائناً حياً يمتلك ماضٍياً وحاضراً ومستقبلاً، باحثة عن الحرية والتخلص من القيود في محاولة للوصول الى مثلها الاعلى (الانسان) لكن الصدمة تكمن في انها اتخذت قرارا خاطئا في التحول لتجد نفسها تعيش حالات الخوف والرعب والمصير المجهول ,لاسيما ومشهد القارب الذي اختصر معاني كثيرة في العبور الى الجانب الاخر بوصفه بر الامان ,ذلك الذي لم يتحقق والذي شكل صدمة ادت الى تراجع الدمى عن حلمها في التحول الى (انسان) في مقترح جمالي بتوظيف تقنية المسرح الاسود واظهار خطاب العرض بطقسية صوفية كان للموسيقى بختياراتها المحلية وانتقالاتها اللحنية الاثر الابرز والتي نغمت العرض واعطته بعده الفكري وتواصله مع المشاهد في نسق دائري اذ ينتهي العرض بنفس مشهد البداية مرتكزا ( منعم سعيد) على جماليات مسرح النو الياباني والكابوكي الصيني والبايومكانيك والسوبر ماريونت في اسلوب تحريك الممثل (الدمى) التي ابدعت في تصميمها الفنانة المبدعة ندى طالب واجادة الممثلين في لعب الشخصيات على الرغم من ظهورهم الاول) مضيفا ( تبريكات وتحية الى فريق العمل وبالتوفيق الى دائرة السينما والمسرح موسها المسرحي).
وقال مدير عام دائرة السينما والمسرح جبار جودي قائلا(أشعر بالفخر للنقلة النوعية التي يمر بها المسرح العراقي )واضاف (ان المهرجانات والعروض المسرحية تسهم باعلاء سمعة البلد وتعزز مكانته دوليا).
وعن المسرحية تحدث دراما تورج زيدون داخل قائلا(تناقش المسرحية واقعا افتراضيا متخيلا لمجموعة من الدمى التي تحلم بالتحول إلى صفة ادمية، لضنها انها قد تمنحها الفرصة بالتحرر من القيود المفروضة عليهم )واضاف(يؤدي أدوار المسرحية مجموعة من الشباب، والمسرحية من إنتاج دائرة السينما والمسرح، قسم المسارح ).
مسرحية تحولات الاحياء والاشياء، تأليف الراحل قاسم محمد، سيناريو واخراج منعم سعيد، مساعد مخرج د. ايمان فارس، الاشراف الفني حاتم عودة، دراما تورج زيدون داخل، مدير المسرح محمد خليل، منقذ مصمم ندى طالب. الاشراف العام. جبار جودي.