من (الزمان صفر) إلى (الزمان 8000) .. تميّز متواصل
عبدالرزّاق الربيعي
حين أخبرني الدكتور أحمد عبد المجيد أن (الزمان) ستحتفي بصدور عددها الـ(8000) عادت بي الذاكرة إلى العدد (صفر) الذي صدر في عام 1996 وكنت مقيما بـ(صنعاء) يومها تواصل معي الأستاذ سعد البزاز من لندن وزفّ لي بشارة خبر قرب صدور(الزمان) وطلب منّي ارسال مواد صحفية بشكل عاجل، فباركت له، وأجريت حوارات مع الشاعر سليمان العيسى ، وآخر مع الدكتور عبدالعزيز المقالح ومواد ثقافية أخرى، ووضعتها في طرد بريدي، وأرسلتها وبعد أيام قليلة،.
كلّمني البزّاز وأبلغني بوصولها وتقديمها للنشر في العدد (صفر).
وبقيت أترقّب صدوره، حتى كلّمني حاملا لي نبأ صدور العدد صفر، وقال أنه بعث لي (10 ) نسخ من العدد، وبإمكاني استلامها من وكالة لتوزيع الصحف فسألت عن مكانها، وتوجّهت له، وبالفعل كانت النسخ بانتظاري، فاستلمتها وأول نظرة ألقيتها على ترويسة اسم الصحيفة، وتذكرت أنني رأيت الاسم بهذا الخطّ المميّز، مطبوعا على بطاقة تعريفية شاهدتها بمكتب البزاز في (الشميساني) بـ( عمّان).
توالي الاعداد
في زيارتي الأولى له في الأول من (شباط) 1994 م، فضممتها إلى صدري، وحملتها، مثلما أحمل طفلا رضيعا، وتوجهت إلى مجلس الدكتور عبدالعزيز المقالح الأدبي حيث كان معقودا، في ذلك اليوم، وسلّمته عددا من النسخ التي قام بتوزيعها على الحاضرين، أما أنا فقد احتفظت بنسختين، ففيها نُشرت لي أكثر من مادة، وتوالت الأعداد صفر حتى بلغت ثلاثة، ثم صدر العدد رقم (1) وبقيت تصلني عشر نسخ، فأفعل مثلما فعلتُ مع العدد(صفر)، ثمّ جعلني الأستاذ سعد البزّاز مراسلا ثقافيا للصحيفة، التي أفردت أربع صفحات للثقافة تحت اسم(الف ياء). في تلك الأيام كانت البزّاز يتواصل معي، ويكلّفني بإجراء حوارات، وإعداد ملفّات، وبدأت (الزمان) تستقطب الكتّاب، والمثقفين والأدباء العرب، وإجراء حــــوارات وكانت أولى تلك الحوارات مع د.عبدالغفار مكاوي ود. عبدالملك مرتاض ود. جــــودت فخر الديــن ود. شــــاكر خصبـــــــاك ود.حاتم الصكر ود. عــــــز الدين إسمـــــاعيل والعــــــديد من الــعرب المقيميــن في صنعاء، وزوّارها، ثم تواصلت معي الشاعرة لينا الطيبي رئيسة القسم الثقافي والصديق الإعلامي كرم نعمة، وتواصلت نقاشاتنا حول الملفات التي تعدّها الزمان، والحوارات، فأبعث المطلوب، وبعد انتقالي إلى مسقط ظلت علاقتي مستمرة مع (الزمان) فكنت أزوّدها بالنصوص والحوارات التي كان أبرزها حواري مع الشاعرة المبدعة لميعة عباس عمارة حيث أعلن عنه قبل نشره على الصفحة الأولى لثلاثة أيام متتالية وبعد نشره تلقيت ردود عديدة نشــــــرتها الجريدة بعد ذلك توسّع المشروع وصدرت مجلة (الزمان الجديد) ومجلدات (الف ياء).
وبعد 2003م افتتحت مكتبا ببغداد، وأصدرت طبعة عراقية يرأس تحريرها د. أحمد عبدالمجيد ، وصارت الصحيفة في متناول القارئ العراقي، فمنذ بدايتها حملت نكهة عراقية، هذه النكهة هي التي جعلتها تقف في صدارة الصحف العراقية، وهو ما يميّزها، كذلك تكتب المتابعات بروح احترافية لذا واظبت على قراءتها، وبقيت علاقتي بها مستمرة.
وكل عام و(الزمان) بخير .