مسرحية تتناول واقع الحياة التي سرقتها الحروب
قطار بصرة لندن يحط على خشبة الرشيد
بغداد- ياسين ياس
افتتحت مسرحية (قطار بصرة- لندن) الموسم المسرحي الجديد لدائرة السينما والمسرح والتي عرضت على خشبة مسرح الرشيد الثلاثاء الماضي والايام التالية، و اعلن مدير قسم المسارح في الدائرة حاتم عودة عن انطلاق الموسم الجديد بالعرض المسرحي (قطار بصرة- لندن) الذي مثل اولى عروض الافتتاح للموسم وهو من تاليف واخراج مناضل داود تمثيل: محمد هاشم، رضاب احمد، فاطمة فراس. وكان لمدير عام الدائرة جبار جودي كلمة قال فيها (ها نحن نطل على جمهورنا الحبيب بعرض مسرحي جديد (قطار بصرة لندن) لمؤلفها ومخرجها مناضل داود وهو يقود مجموعة فنية محترفة لتشيد لنا بناء جماليات ينقلنا الى سماوات اخرى من الابداع والتميز). واضاف (دأبت دائرة السينما والمسرح على ان يكون هذا الموسم لعام 2024 مختلفا عما سبقه على المستويات الفنية والانتاجية كافة. اذ حققنا طفرة نوعية في الاجور وطريقة العمل والتنفيذ رغم الصعوبات التي رافقت هذه السنة المالية وتاخر التخصيصات والميزانية العامة). مؤكدا (نحن عازمون على المضي في طريق اضاءة مسارحنا بالاعمال الابداعية بعيدا عن المجاملات على حساب المنجز).
فيما قال المخرج مناضل داود (كتبت نص بصرة لندن فمرضت به. تركته لاكثر من سنتين وفي كل مرة اعود اليه اجده حارا طريا كانه يولد من جديد. كنت اعرف ان البروفات ستشفيني من حماه لذلك هاجمته بشراسة، حطمته، هدمته، واعدت بناءه. مثل غرام ياتي بعد خصام). موضحاً ان (المسرحية تتناول واقع الحياة التي سرقتها الحروب والخسارات)، وعن عنوان المسرحية قال (الأحداث تتصاعد في محطات المدن كافة لأن الحروب تركت ندوب كثيرة على واقع الحياة التي نعيشها بشكل عام).
وفي نهاية العرض قدم جودي باقة من الورود الى ملاك العمل تثمينا لعملهم الرصين الذي اشار الى وجع الحروب وما خلفته من ذكرى اليمة، حزينة، ظلت عالقة في اذهان الشعوب.
جلسة نقدية
وبعد العرض عقدت جلسة نقدية في باحة المسرح بادارة جبار صبري الذي اثرى على العرض بَمعطيات ودلالات باسلوب مهني وفني واكاديمي. مقدما الناقد عباس لطيف ليدير محور الجلسة النقدية عبر شرح مفصل لمكنونات العرض وما يحمله بين السطور وما يجول بافكار مؤلف ومخرج العرض مناضل داود. و شارك في الجلسة النقدية عدد من الفنانين والنقاد والمختصين بالشأن المسرحي الذين تبادلوا الحوار والنقاش حول العرض ومخرجاته، ومنهم الناقد والاكاديمي علي حمدان الذي قال (تنتمي مسرحية قطار بصرة - لندن الئ أدب الحرب إذ يسلط الضوء على تداعيات الحرب والانتظار الاخ والزوج والحبيب و... إذ يضعنا (مناضل) منذ اللحظة الاولئ في حالة انتظار وترقب من خلال صوت القطار ومحطات الأنتظار والانتقال المشهدية في رسم وتجسيد حكايات تدور بين (نجاة) و(سيمون) في رسم بيئة سمعية تشير الئ المكان، موتيفات موسيقية في اكتمال الصورة في ذهن المشاهد مما جعلة يقتصد القطع الديكورية ويكتفي بطاولة وكراسي وحاسوب مع خلفية ساكنه بتكوين أعتمد الاعمدة المتقاطعة ومما يحسب لهذا العرض هو الأداء المنضبط للممثلة (رضاب) (نجاة) التي استطاعت تحريك خشبة المسرح عبر تحولات الأداء التمثيلي المتناغم مع تنسيق العرض في ديناميكية ورشاقة واسترخاء على الرغم من اعتماد السرد الذي كان الصفة الغالبة على العرض) مضيفا (نبارك لفريق العمل ولدائرة السينما والمسرح بداية الموسم المسرحي والى مزيد من النتاجات الابداعية التي ترفع من شأن المسرح العراقي).
وعن المسرحية ودوره فيها تحدث الممثل محمد هاشم قائلا (دوري في المسرحية محارب قديم فقد ذاكرته جراء الحروب التي مرت، والمسرحية تتناول واقع الحياة الذي نعيشه من ألم وحرمان وحروب وماساة الحياة اليومية، والقطار لايقف في كل المحطات، والمسرحية تتناول جوانب من الاحداث التي مرت بنا جراء هذه الحروب).