مدرسة المشاغبين

نوفل الراوي

العام الدراسي داهم بيوتنا .. و أبناؤنا بدأوا استحضاراتهم منذ أيام كي يستقبلوه بحرارة  وقد ملأ صدورهم الشوق والحنين الى مقاعد الدرس بعد عطلة صيفية امتدت لأكثر من تسعين يوما .. وحسنا فعل عدد من خطباء الجمعة ، وأئمة الجوامع ورجال الدين من كل المكونات حين خصصوا وقتا كافيا ضمن خطبهم الأسبوعية للحديث عن أهمية المدرسة ودورها الرئيس في إعداد رجال للمستقبل قادرين على تعويض هذه الأمة ما فقدته اليوم .. أما أحد الخطباء فقد أعجبني كلامه جدا اذ طالب ادارات القنوات الفضائية بالكف عن عرض مسرحية (مدرسة المشاغبين ) مستغربا من   الإصرار على عرضها في كل الأعياد والمناسبات التي تمر بنا لما تتضمنه من إساءات للمعلم الذي يحرق من دمه لينير درب ابنائنا.. كلام منطقي وانا اتفق معه تماما ..فلا أدري لماذا هذه ( الملحة) على التقليل من شأن المعلم و تشويه صورته والإساءة اليه عمدا من أجل اضحاك الناس على حسابه .. ان مسرحية مدرسة المشاغبين التي أعدها للمسرح علي سالم و أخرجها جلال الشرقاوي سنة 1973 وشارك في تجسيد أدوارها ممثلون عديدون منهم عادل إمام و سعيد صالح و سهير البابلي و اخرون .. اقول ان تلك المسرحية ( فتكت) بالعملية التربوية أينما عرضت ، وبحسب المصادر الرسمية ان نسب إساءة الطلاب لمعلميهم تكبر كلما اعيد عرض المسرحية ؛ لأن الكثير من الطلاب أصبحوا ميادين لأبطال المسرحية في شقاواتهم وتمردهم على القسم القيم التربوية والإنسانية النبيلة .. نحو نصف قرن من انتاج المسرحية فهي ما زالت تنفث سمومها، وتعمل على تخريب المنظومة القيمية في المجتمع ؛ و لا استغراب طالما كان هناك قنوات ( تصر) على عرضها بين حين وآخر.. اجل انا مع من يقف ضد هذا العمل الفني الذي تحوم حوله الشبهات .. وليتنا نمتلك القدرة على حجبه عن أنظار ابنائنا ..لكن ما العمل مع عالم مفتوح   ..وواقع افتراضي ، حقيقة لا نملك سوى ان نعمل على إنماء ذائقتنا ورفض كل عمل لا ينسجم معها داعين لطلابنا بالتوفيق بعيدا عن إرهاصات مدرسة المشاغبين