حافي القدمين .. رجل مجتمع

هشام السلمان

لازالت الاندية المشاركة في  الدوري  وكما هي في كل موسم تبحث وتختار وتتعاقد مع مدربين جدد لتدريب فريقها في الموسم الكروي الجديد ، الان مع تسليمنا بان بعض الاندية  أبقت مدربيها في الموسم الماضي وهي حالات نادرة التي تعود عليها الشارع الرياضي في العراق ..

ان  ادارات الاندية تبدأ في كل موسم بالاتفاق مع مدربين وتقوم بالتثقيف لهم وعند أول خسارة تجبره  ( الادارة ) على الاقالة  او الاستقالة وتقوم بالتشهير به وبامكانياته !

 وتعود تجبر اللاعبين والمدربين وسماسرة العقود  ان يجعلوا من هذا المدرب ( كمرة وربيع ) وما ان يخسر او يتعامل بمهنية ويرفض التدخل بشؤونه حتى  اصبح في نظرهم منبوذا ولايفهم شيئا في علم  التدريب مع ان البعض من المدربين يحملون شهادة اكاديمية وخلفية تدريبية ومواكبة جيدة لتطورات العصر في عالم الكرة ،  بينما يتواجد في كل ادارات الاندية من لايحمل شهادة  دنيا او عليا أو ربما لايعرف ان  يوقع او اين يكتب إسمه في عقود  اللاعبين ،

أحد المدربين الاكاديميين كان صريحا جدا عندما قال قبل ايام ان الادارات تأتي في البداية بمدرب وفقا  (للنسبة  المئوية ) وبعد الاقالة تقوم بالبحث عن مدرب  تجعله ( كبش فداء )  لان الادارات ليس لها خطة او برنامج عمل , بل انها لاتعرف كيف تضع معايير لاختيار مدرب ما  لفريقها,  وهي تنظر الى المدرب البديل على انه مدرب  ( طوارئ ) ليس إلا وهذا خطا كبير يجب ان يلتفت اليه اصحاب الشان في الرياضة العراقية حفاظا على المال العام لان عمليات تغيير المدربين تحدث باتفاقات محسوبة ومبوبة وفقا لنظرية ( كم لك وكم لي ) !!

عندما انطلق الدوري في موسم سابق دونا اسماء المدربين الذي قادوا فرق الاندية منذ الدور الاول وتابعنا في الادوار اللاحقة ، وشاهدنا كيف انطلقت الادارات وبطرق بهلوانية الى الاعلان عن اسماء جديدة او بديلة ليس لان الاختيارات الاولى ليست  بالضرورة تكون غير كفوؤة ,  وانما لان  بعض الادارات وسماسرتها تعودوا على الدخول في ( لعبة ) التغييرات في كل موسم مادام  ليس هناك من يردع ليضع حدا لسرطان  العقود والمبالغ الوهمية التي تدون فيها..

 كثير من المدربين الاكاديميين واصحاب الخبرة بعضهم داخل العراق والبعض الاخر في الغربة لم تحاول الادارات الاتصال بهم لانها تقلق من وجودهم بالقرب من ( الاعيبهم وتلاعبهم ) سواء في تزوير العقود او الاعمار او في شراء هذا اللاعب او ذاك , للاسف تم الاستعانة بدلا عن هؤلاء المدربون باخرين يتمتعون بعلاقات نافذة وخبرة كبيرة في التملق ومطاولة في حضور المباريات التي يمكن فيها اقالة المدربين او تلك التي يتوقعون فيها الاطاحة بالمدرب الاصيل ’  حتى تحين فرصة  التعاقد مع هؤلاء  كبدلاء , واذا ما بقي الحال على ما هو عليه فان حال الكرة العراقية يصبح في مهب ريح لاترحم لان هذه الرياح  ستأتي محملة بافكار جنونية تتعلق في كيفية الاستفادة والاستحواذ على الاموال بطريقة او باخرى والا كيف تغير حال بعض أعضاء الادارات بين ليلة وضحاها  من  حافي القدمين بجيوب خاوية وقميص ممزق و(دكان)  بسيط في احد الاسواق الشعبية  الى رجل  الى رجل مجتمع يجوب القارات ودول العالم  , وربما لايستطيع حتى لفظ أسماء تلك الدول بسهولة , الستم معي ..  ؟