الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
دمي مثل موتي أبيض

بواسطة azzaman

دمي مثل موتي أبيض

 

عبد المنعم حمندي

 

أيّ وجهٍ هو اليوم وجهي ؟

المرايا مهشمةٌ

والسواد طغى  .... ،

لم أرَ غير نمل الندوب

فتعقّبتُ خيط  السواد الذي في القلوب

في الرغيف وفي كُل لونٍ

هل تغيّر لوني؟

أنا القمر السومري

ردائي النقاء..

ومازلت أسقي اللُجين

وأحبو  على العشب في الضفتين

لأني  أَصْفَى من النبع..

أعذب من قبلةٍ بين عصفورتين

كلُّ حُبٍ تراه هنا كان حُبي

وكل الزهور التي عطرها في الغمام

نَمتْ في اليدين

أيّ قلبٍ ترى كان قلبي ؟

ما عرفتُ الكراهة ،

لكنني أكره الموتَ حين  يعمُّ الظلام

كنتُ أبني،  وأبني ،

وأنأى بنفسيَ عن كل مجمرةٍ

أستحي من بريق العيون التي لا تنام

.....

أقرأ الريح في نهنهات  الشجر

في صرير الشبابيك،

في أغنيات المطر

أَتقصَّى الضغائن بين الحفر

أتهجّى الخراب ونيرانه

وأرى الناس من دونما لغةٍ ينبحون

وأرى في الحرائق صنّاعها يُقذفون

وأرى مدناً تتهدم أَسْوارها

حيث  تُمَّحى وحُرّاسُها يُسْخَطُون

.....

السخام..

السخام غشا الطرقات

وأغشى العيون

والذي كان ينظرني

لم يعد ينتقي وجهه

يترقّبُ سوء الظنون

دَمُهُ  الآنَ  أسود

والورد أسود مثل الهواء

ومثل المواعظ

مثل حروف الهجاء

.....

فبأي ضمادٍ ألملمُ  جرحي

ونزفي شفاءٌ اذا مسّهُ البرق يَمْرَضْ

أسودٌ دمهم مثل أكفانهم ،  ودمي

مثل موتي  أبيض .

.....

أتساءَل : كيف يزغرد قلبي

ونَوْح القَطا في البدن؟

والسماءُ التي قد صعدنا إليها نأت

أتساءل هل فوق هذي السماء سماء ؟

فالسماء هنا ذئبةٌ تنتشي بالمحن

طُرقٌ تتفرعُ من  كل فجرٍ

ولم تلًّتفتْ للذين استباحوا الوطن

 

 

 

 

 


مشاهدات 66
الكاتب عبد المنعم حمندي
أضيف 2024/09/14 - 3:32 PM
آخر تحديث 2024/09/26 - 4:41 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 993 الشهر 39550 الكلي 10028172
الوقت الآن
الجمعة 2024/9/27 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير