في محاولة لإمتصاص نقمة العراقيين.. كوكز يستعين بالنقيب لتأليف حكومة مؤقتة

جواد الرميثي

تكبدت القوات البريطانية خسائر بلغت نحو الفين وخمس مئة شخص بين قتيل وجريح وخسائر مالية ناهزت الاربيعين مليون باون استرليني وذلك خلال المواجهات التي اندلعت بعد قيام الثورة العراقية في 30 حزيران عام 1920 ، ونتيجة لذلك شعر المحتلون البريطانيون بخطأ سياستهم التي انتهجوها بالحكم العسكري الذي فرضوه على العراق، لذا قرروا في ايلول 1920 العدول عن هذا الحكم المباشر الى انشاء حكم محلي وطني دستوري يضمن لهم مصالحهم الاساسية ، وندبوا لهذه المهمة السر (برسي كوكز)  ليستعين بالحكمة والواقع لتهدئة الاحوال المضطربة ومحاولة امتصاص نقمة العراقيين .

وصل ( برسي كوكز ) الى ميناء البصرة في 5 تشرين الاول عام 1920 واعلن في ذلك اليوم انه تقلد منصب ( مندوب سام في العراق ) ، ووصل بغداد في 11 منه وكان من رأيه ان مجرد الوعود لاتكفي لتهدئة خواطر العراقيين وتعيد الامن الى نصابه ، لذلك فاوض حكومته في امر تأليف حكومة عراقية مؤقته تأخذ على عاتقها تمهيد السبل التي يمكن ان يتوصل بها الشعب العراقي الى ابداء رأيه في شكل الحكومة التي يرغب فيها ، وفي 21 من الشهر ذاته عرض في اجتماع عقده مجلسه الاستشاري المؤلف من رؤوساء الدوائر البريطانية خطته التي تضمنت رأيه في تأ ليف حكومة مؤقته تكون جسرا بينه وبين الشعب العراقي وتأخذ على عاتقها تعبيد الطرق لاقامة الحكم المقرر وتتولى تهدئة البلاد واعلان العفو العام واعادة الضباط العراقيين من سوريا الى العراق وتأليف نواة الجيش العراقي ، وقرر الاستعانة بالسيد (عبد الرحمن الكيلاني النقيب ) نقيب بغداد وتوليته رئاسة الحكومة ، وكان( برسي كوكز) يرى ان الحالة تتطلب احد امرين ، اما اقامة حكومة عربية في العراق واما الجلاء عنه ، وفعلا نجح ( كوكز ) في اقناع السيد الكيلاني وذلك في 25 تشرين الاول عام 1920 بتولي رئاسة الوزارة المؤقتة ، والفت الحكومة المؤقتة وضمت في تشكيلتها الفريق جعفر العسكري وزيرا للدفاع الوطني الذي كان وصل بغداد في 16 تشرين الاول من العام ذاته بعد هزيمة الجيش العربي في سوريا واستيلاء الفرنسيين عليها .

تعيين وزراء

اعلن عبد الرحمن الكيلاني حكومته وتألفت من وزراء عاملين هم :

السيد عبد الرحمن الكيلاني رئيسا لمجلس الوزراء 

السيد طالب النقيب وزيرا للداخلية

ساسون حسقيل وزيرا للمالية

حسن راجي الباجه جي وزيرا للعدلية (وقد رفض هذا المنصب فاسند الى السيد مصطفى الالوسي وعين السيد محمد علي فاضل وزيرا للاوقاف والسيد عزة الكركوكلي وزيرا للنافعة وعهد للسيد محمد مهدي بحر العلوم منصب وزير المعارف والصحة )

مصطفى الالوسي وزيرا للاوقاف

جعفر العسكري وزيرا للدفاع

عبد الطيف المنديل وزيرا للتجارة

عـزة الكركوكلي وزيرا للمعارف والصحة

محمد علي فاضل وزيرا للنافعة

اما الصنف الثاني فمهمته استشارية ، والف من اثنى عشر وزيرا بغير وزارة وهم :

عبد الرحمن الحيدري – بغداد

عبد الجبار خياط – بغداد

فخري الدين جميل – بغداد

الحاج عبد الغني كبة – بغداد

عبد المجيد الشاوي – بغداد

الشيخ عجيل السمرمد – الصويرة

الشيخ محمد الصيهود – الكوت

داود يوسفاني – الموصل

احمد الصائغ – البصرة

الشيخ سالم الخيون – الناصرية

الشيخ ضاري السعدون – المنتفق

 الحاج نجم البدراوي – العمارة

وعين لكل وزير ( مستشار بريطاني ) يسيره ويوجهه !! ..

 وهكذاضمت الحكومة المؤقتــــــــــــة ضابطين سابقين هــــــــــــما جعفر العسكري وعـزة باشا الكركوكلي وهو قائد فرقة خيــــــــــالة سابــــــــــــق في الجيش العثماني وقد تسلم الكركوكلي وزارة النافعة بعد ان جعشل عنوانها ( وزارة الاشـــــــــــغال والمواصلات)