ما الذي رآه المخرج الكبير في مبدعة عراقية؟

شرنقة شاهين لخيرية المنصور

علي الدليمي

يظل يوسف شاهين واحداً ممن عبروا في حياة خيرية المنصور، التي نسجت تجربتها الخاصة في عالم السينما والدراما، وأصبح لها منجزها الخاص الذي حصلت على كثير من التكريمات والجوائز تقديراً له، لكن عبوره لم يكن مثل الآخرين، ترك أثراً كبيراً في حياة وعقل وقلب واحدة من أقرب من عملوا إلى جواره. هكذا كانت كلمة ناشر كتاب (شرنقة شاهين)، الطبعة الثانية، لمؤلفته المخرجة العراقية خيرية المنصور، الصادر عن دار أطياف للنشر والتوزيع في القاهرة.

وقد ضم الكتاب أربعة وثلاثين محوراً فرعياً، لكل فرع خصوصيته وذكرياتها فيه، حيث أضاءت المؤلفة، بقلمها، بعضاً من مسيرتها الفنية مع أساتذها المخرج المصري المعروف يوسف شاهين، التي تعلمت على يده أبجدية فن الإخراج السينمائي والدراما الجادة.. وكان من ضمن إهدائها الكتاب: إلى شاهين الذي قاد خطواتي السينمائية الأولى...

يا ترى.. ما الذي رآه المخرج الكبير يوسف شاهين في هذه الشابة العراقية حديثة التخرج، التي كانت تعمل إلى جوار المخرج الكبير توفيق صالح في فيلمه الأيام الطويلة ليطلب منها السفر إلى القاهرة لتعمل معه، وتكون إلى جواره وهو يواصل إبداعه وتفرده السينمائي؟

الجواب عند خيرية المنصور نفسها في كتابها هذا.. والكتاب عموماً لا يجوز تقطيع أوصاله ما لم نطلع على مجمل تفاصيل عناوينه الشيقة، وأنا أعتبرها دروس وثوابت علمية ونظرية للعاملين في مجال الفن المرئي عموماً، كونها تجارب متخصصة، فضلاً عن بلاغة كتابتها الأدبية التي تشدنا وتأخذنا من أول كلمة في الكتاب حتى نهاية أخر كلمة فيه.

وهذه من حسنات كتابة المذكرات الشخصية للمبدعين في كل أجناسهم الإبداعية.. وهي دعوة لجميع المبدعين أصحاب التجارب الفنية والأدبية والصحفية لكتابة مسيرتهم التي تعد منهاج نتعلم منه.