الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
حِيلُ البخيل

بواسطة azzaman

حِيلُ البخيل

حسين الصدر

 

-1-

اذا كان الاتصاف بالبخل مذموماً مِنْ كل أحد فهو في الحكّام والسلطويين أشد قبحا ، لأنه يؤدي الى إرهاق المواطنين بالأعباء المالية .

-2-

فالحاكم البخيل يخطط لانتزاع الأموال من المواطنين حين يعقد العزم على القيام بمشروع معيّن ، بينما المفروض في الدولة أن تقوم هي بالانفاق على كل المشاريع التي تخدم المواطنين .

-3 –

والمنصور الدوانيقي مشهور ببخله وحين قرر أن يبني سوراً للكوفة وحفر الخندق لها أمر ان يُعطى كل فرد من اهل الكوفة خمسة دراهم ولم يكن هذا العطاء الاّ خدعة وحيلة حيث أمر بعد أنْ أحصي أهل الكوفة بان يدفع كلُ كوفيّ أربعين درهما، وتمت الجباية فبدأ بتنفيذ بناء السور وحفر الخندق .

والطريف ما قاله شاعر أهل الكوفة متذمراً شاكيا :

يا لقومي ما لَقِينا

مِنْ أميرِ المؤمنينا

قَسّمَ الخمسةَ فينا

وجبانا الأربعينا

-4-

ولا نستعبد أنّ بعض الكوفيين حَمَلَهُ الطمع على أنْ يخبر الجهة المختصة بالدفع أنَّ عدد أفراد أسرته يفوق عددهم الحقيقي ولم يكن يحسب أنَّ وراء هذا العطاء ضريبةً رهيبة ..!!

وهكذا جَرّهُ الكذب الى الخسارة الفادحة .

-5-

والعراقيون – في العراق الجديد

يسمعون باستمرار عن مشاريع خدمية تُنهى عناءهم ولكنها في الغالب جعجعة بلا طحين ..!!

وهنا تسكب العبرات .

أما انتفاخُ أوداجِ رجال النهب والاختلاس التي لا تخلو منها دائرة من الدوائر الرسمية فانها الحقيقة الموجعة التي لم يتم الخلاص منها حتى الآن .

وهنا تكمن المصيبة .

 

 

 

 

 


مشاهدات 119
الكاتب حسين الصدر
أضيف 2024/05/05 - 6:19 PM
آخر تحديث 2024/05/18 - 6:54 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 127 الشهر 7363 الكلي 9345401
الوقت الآن
الأحد 2024/5/19 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير