رحلة مع معلم رياضة صاحبة الجلالة

هشام السلمان

مرت الاسبوع الماضي ذكرى وفاة الصحفي الرياضي سعدون جواد ، ترجل الرجل ذو القامة الجميلة خلقا ومهنية ونُبلا .. لم ينثن قلمه طوال دخوله عالم الصحافة الرياضية لمغريات الزمن والمهنة ولبعض اصحاب الألعاب الذين يجاهرون بمغريات زائلة بكل شيء ..سعدون جواد الذي يحرص البعض من زملاء المهنة بنعته ( بالمعلم الصحفي ) ربما تقربا بهذا التوصيف الى مهنته الأم كمدرس ومدير في مدارس بغداد قبل أن يتقاعد منها . دخل سعدون جواد الى الصحافة الرياضية  في العام 1965حيث ، ولد عام 1942 وتوفي يوم 12 نيسان من العام 2021.. الفارق بينه وبيني في العمر والتجربة شاسع جدا فهو طرق باب الصحافة مبكرا وتحديدا في عام ولادتي  وبينما أنا شخصيا مارست الصحافة الرياضية عام 1984 ومن الطبيعي وجدت قلمه ممارسا للصحافة قبل ان أصل عتبة أول جريدة أطرق بابها

يوما ما ، التقيته بالصدفة فقال لي ( طريقك طويل وعليك بالصبر وعدم الملل ولا تخف من قول الحقيقة وانت تكتب )..وكان الرجل يحرص على متابعتي وسؤالي عن الذي أنشره , لم يبخل بإستشارة او سؤال بل كثيرا ما ساعدني بأشياء كثيرة ويشجعني على ان اتواصل مع الصحافة الرياضية ويقول ( يوما سأراك مع الكبار الذين يقفون في المقدمة ) ومع مرور الأيام والسنوات توطدت علاقي (بأبي نزار ) الرجل المتواضع والمحب للجميع كما أحبه الجميع وكان يحرص على السؤال عن كل الزملاء ويتفقدهم لذلك عندما أُعلن عن رحيله نعاه الصغير قبل الكبير وحزن عليه الجميع وبكاه كل محب وصديق .مطلع عام 2005 توفرت لي فرصة تاريخية حرص على تحقيقها رئيس الاتحاد العراقي للصحافة الرياضية السابق د. هادي عبد الله عندما أبلغني بأني مرشح الاتحاد لمرافقة الوفد الاعلامي لدورة الألعاب الرياضية الاسلامية التي اقيمت في المملكة العربية السعودية مع الزملاء سعدون جواد والدكتور ضياء المنشيء ومحمد ابراهيم . تلك السفرة كانت قد جمعتني مع الراحل الكبير سعدون جواد بغرفة واحدة بينما كان في الغرفة الاخرى د. ضياء المنشئ ومحمد ابراهيم , صراحة كان نعم رفيق السفر متعاونا جدا وودودا ويحب الاطلاع على معالم البلد الذي يزوره  وحرص جدا على ان نشجع الفرق العراقية المشاركة في الدورة  الاسلامية التي حققنا فيها نتائج طيبة وكانت لهفته لزيارة بيت الله  الحرام وقبر نبي الرحمة محمد ( ص) واضحة جدا حتى تحقق لنا ذلك فكانت رحلة تأريخية جميلة برغم متاعب الطريق  بسبب عدم وجود طيران في بغداد عام 2005 فكان الوفد العراقي مرغما على الصعود ( سيارة كوستر) من ملعب الشعب حتى الحدود العراقية السعودية بعدها يوفر الجانب السعودي طائرة مروحية الى مدينة جدة السعودية التي كانت واحدة من المدن التي تضييف الدورة مع مكة المكرمة والمدينة المنورة .. ولد سعدون جواد عام 1942وحصل على شهادة البكالوريوس عام 1967 من كلية الاداب جامعة بغداد وهو عضو في نقابة الصحفيين العراقيين و الاتحاد العراقي والعربي والدولي للصحافة الرياضية وفي عام 1986 اصبح عضوا في رابطة الصحفيين الرياضيين ورئيسا للرابطة عام 1992ثم عضوا في ادارة الرابطة عام 1998بعدها عضوا في ادارة الاتحاد العراقي للصحافة الرياضية من 2003 حتى 2006 عمل سعدون جواد نائبا للجنة الاعلامية في الاتحاد العراقي لكرة القدم من 2004 حتى 2012 وعضو اللجنة الاعلامية في الاتحاد العربي لكرة القدم 2005 وحتى  2007ترأس العديد من الصحف الرياضية والمجلات وكتب فيها محليا وعربيا وشارك في دورات عديدة في الكويت ومصر وتونس والبحرين والامارات والبحرين وترأس الكثير من البعثات الرياضية ، وترك سعدون جواد بصمة بالصحافة الرياضية عندما  أصدر أول جريدة رياضية متخصصة بلعبة واحدة وهي كرة القدم حملت اسم ( الكرة ) وصدر أول عدد منها يوم الاثنين السابع من تموز عام 2003  بواقع مرتين في الاسبوع وتوقفت عن الصدور بعد ( 28 ) عددا ورأس تحريرها سعدون جواد ومدير التحرير عباس فاضل العبد وسكرتير التحرير محمد ابراهيم ..

الستم معي ؟