هل أصبحت خيانة الوطن وجهة نظر؟
عبد المنعم حمندي
نعم انه زمن أعمى ،لكن التاريخ واسع العينين يرى ،ويسجل كل شاردة وواردة ، وذاكرته أمينة . و»كلما زيفوا بطلاً قلت قلبي على وطني.. «
فلا تتعجب من أصدقاء لك لاتشك بوطنيتهم، يجالسون العملاء وعند السؤال عن دافع المجالسة بدل المقاطعة والاحتقار ، يقولون : هم أحرار فيما يفعلون والاختلاف في الرأي لايفسد المودة
لم أتصور يوما أن أرى الذين كانوا الجسر لعبور المحتلين إلى الوطن ، يتسيدون ويتولون أمور البلاد وشؤونها ، بالرغم من دورهم النذل في طمس الحقائق وقيامهم بالكذب على العالم بوجود أسلحة دمار شامل في العراق ، والتي أثبتت فرق التفتيش الاممية والأمريكية خلو العراق منها ،
والأعجب أيضاً أن أرى فخر عوائلهم بهم ،بعد أن أصبح بعضهم وزراءً ونواباً ورؤساء أحزاب ومستشارين ووكلاء وزارات ومديرين عامين ومترجمين للأمريكان، يكرمون في المحافل ويمنحون الأوسمة والألقاب وتنهال عليهم الأموال والبركات ،وعند السؤال تصبح «الخيانة وجهة نظر».
وكم كنت أتمنى أن أرى رسوماً في الكر كتير تكشف غيهم في الصحف والمجلات ، وأن أقرأ مقالات لكتاب تتصدى لهم لتعريتهم وفضح كذبهم وتزويرهم ،وهم يستعرضون نضالهم في التضليل والتدليس، وعلينا أن نفرق بين معارضة النظام السابق ونقد الأخطاء التي حدثت ،وبين خيانة الوطن ، لأن شرف المعارض الحقيقي هو التمسك بالثوابت الوطنية وعدم التعاون مع الأجنبي لاحتلال وطنه .
أن التعاون مع المحتل من خلال تشويه صورة النظام السابق ليست فروسية ولا بطولة ، نعم ،للمعارض الشريف الحق في النقد والتغيير والتقويض داخل بلده ،وليس عبر جهة اجنبية معروفة باستعباد الشعوب ،وعبر إعلام منعدم الضمير والثقافة قبل المهنية، فيلقى للأسف مباركة الأعداء والحاقدين
كانت عملية الهرولة تجاه إجهزة المخابرات الاجنبية
مثل جهاز الاستخبارات البريطانية أو الإس آي إس، أو
المخابرات الامريكيه؟وكالة المخابرات المركزية
سي آي أي » عاراً وخزياً تعكس سياسات مراهقة تنم عن ضعف الخبرة السياسية للقادة الجدد في العراق وضحالة ثقافتهم فلم يحصدوا من زرعهم غير العار ولعنة التاريخ والاجيال برغم الاحتفاء بهم من قبل المنافقين والجهلة والمرتزقة .
وأن غداً لناظره قريب