هيومن رايتس تفتح ملف تعذيب سجناء أبي غريب بعد عقدين من الإحتلال الأمريكي
خبير لـ (الزمان) : إمكانية تعويض الضحايا في حالة الضغط على واشنطن
بغداد – قصي منذر
اكد خبير قانوني ، امكانية حصول الحكومة على تعويض للضحايا العراقيين الذين تعرضوا للتعذيب على يد القوات الامريكية في سجن ابي غريب خلال فترة احتلال البلاد ،فيما اشار الى ان المحاكم الامريكية عمدت على معاقبة من اقدم على ممارسة هذه الجرائم المخالفة للقواعد العسكرية دون انصــــــــاف المتضررين منها. وقال الخبير وائل منذر لـ (الزمان) امس ان (قضية التعويض التي يطالب بها العراقيين نتيجة ما تعرضوا له من اساءة واعمال عنف او تعذيب او احتجاز تعسفي غير قانوني على يد القوات الامريكية خلال غزو البلاد ،تحمل اشكالية تتعلق بوجود حصانة لعناصر هذه القوات خلال عمليات اجتياح العراق ،حيث ان الولايات المتحدة لم تعترف بوجود هكذا انتهاكات ،لكنها عمدت على معاقبة من اقدم على ممارستها وفقا لقوانينها دون انصاف المتضررين منها)، واشار الى ان (المحاكم الامريكية نسبت هذه الافعال لاشخاص وليس للمؤسسات، كما ان نصوص ما يسمى بقانون المطالبات الاجنبية ،وهو قانون يسمح المطالبة بتعويضات عن الاضرار التي لحقت بالافراد شريطة ان يكون رفع الدعوى قد تم خلال مدة لا تتجاوز سنتين على حدوث الانتهاك وان لا يكون العمل عن عنف ناتج عن اعمال مسلحة لما تقوم به القوات الامريكية خلال عملياتها العسكرية)، مؤكدا ان (الحالة الوحيدة التي يمكن جبر الضرر عن هؤلاء وتعويضهم باثر رجعي ،يكون من خلال الضغط على الولايات المتحدة لاصدار تشريع يجيز حالات التعويض لمن تعرض لهذه الاعتداءات او اللجوء الى الدول الاوربية التي تسمح قوانينها النظر بهذه الدعاوى التي مضى عليها سنوات وما زالت تنتظر البت بها).
واتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش، الحكومة الأمريكية بالتقاعس في تعويض العراقيين الذين اعتقلتهم قواتها في السجون عقب أحداث 2003. ونقل التقرير عن مديرة مكتب المنظمة في واشنطن سارة ياغر القول انه (بعد مرور 20 عاما، لا يزال العراقيون الذين تعرضوا للتعذيب على يد عناصر حكوميين أمريكيين بدون سبيل واضح لرفع دعوى أو الحصول على أي نوع من الإنصاف أو الاعتراف من الحكومة الأمريكية). ووثقت هيومن رايتس ومنظمات أخرى، التعذيب وغيره من أشكال سوء المعاملة على يد القوات الأمريكية في العراق. وقالت المنظمة أنها (لم تجد أيّ دليل على أنّ الحكومة الأمريكية دفعت تعويضات أو قدمت أي سُبل انتصاف أخرى إلى السجناء ضحايا الانتهاكات في العراق، كما لم تقدم الولايات المتحدة أي اعتذارات أو أشكال جبر أخرى فرديّة) واضاف التقرير ان (عناصر من المخابرات العسكرية أخبروا اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن نحو 70 إلى 90 بالمئة من المحتجزين لدى قوات التحالف في العراق خلال 2003 اعتُقلوا عن طريق الخطأ). ونقل التقرير عن احد الاشخاص الذين تعرضوا للتعذيب يدعى طالب المجلي القول انه (تعرض للتعذيب من قبل القوات الأمريكية أثناء احتجازه في سجن أبو غريب في تشرين الثاني 2003، وأطلق سراحه بدون توجيه تهم إليه في آذار 2005)، واضاف ان (القوات الأمريكية عرضته للتعذيب وغيره من أشكال سوء المعاملة، بما فيها الإذلال الجسدي والنفسي والجنسي أثناء احتجازه في السجن)، واكد انه (كان أحد الرجال الذين ظهروا في صورة من أبو غريب انتشرت على نطاق واسع ،تظهر مجموعة من السجناء عراة وفوق رؤوسهم أكياس وهم مكدسون فوق بعضهم البعض في هرم بشري، بينما يبتسم جنديان أمريكيان خلفهما)، ووصف المجلي الموقف قائلا (أمرنا جنديان أمريكيان، رجل وامرأة، بالتجرد من ملابسنا ،وجعلونا سجينا فوق سجين،كنت واحدا منهم).