السوداني بين حكومتي التوافق وأخرى مساندة
امير علي الحسون
علينا التفهم بادراك سياسي عال ان هناك شيء مختلف رافق العملية السياسية (التوافقية) إبان تشكيل حكومة السيد السوداني وهو التصدع الكبير الذي حل بالبيت السياسي ( الشيعي )
هو الأكثر عددا ونفوذا في صناعة القرار وتشكيل الحكومات وسط كتل اخرى تعود لـ ( مكونات ) كان لبغض قادتها الرغبة والدفع بكل الوسائل إلى تفاقم الخلاف بين القوى الشيعية المتخاصمة حتى وصلت جميع الأطراف بعد الانسحاب المفاجيء للتيار الصدري إلى طريق مسدود مما يتيح للبعض المتربص الفرصة انهيار دولة مابعد 2003 حينها كانت فرش رسامي التقسيم تتمايل وتتلون في خارطة العراق امام سيناريو سياسي أمريكي اسرائيلي إقليمي لمتزيق العراق إلى دويلات صغيرة تحكمها قيادات تعيش حالة مراهقة الولع بالحكم والولاءات لدول تتآمر وتعمل جاهدة على تمزيق البلد ونهب خيراته
وكان خيار آخر امام القوى الشيعية المتبقية وتحت عنوان الاطار التنسيقي ان تلجأ لردهة انعاش العملية السياسية واستخدمت الصعقات الكهربائية ليتنازل الجميع عن المواصفات القديمة في اختبار رئيس الوزراء والذهاب لملامح وطنية يتعطش لها الشعب
فكان السيد السوداني ابن الداخل العراقي والمعروف بوطنيّته ومهارته ونزاهته خيار الحل والخلاص من انهيار العملية السياسية والتي واكبها بعض الأطراف السياسية الرافضة لانهيار الدولة من مختلف الاتجاهات السياسية ،
المراقب العاقل للمشهد السياسي يدرك ان مجلس ادارة الدولة الذي يضم جميع القوى (التوافقية ) هو ليس حالة مثالية لتحقيقي طموح العراقيين بالوحدة والبناء وليس كل ماتفق عليه يمثل المصلحة الوطنية التكاملية المنشودة إلا انه اتفاق ربما يكون الافضل من توافقات الماضي غير المعلنة التي تسير تحت عنوان تقاسم الكعكة الهشة،
الخطوة والعاقلة والجبارة التي يستخدمها السوداني في تسريع عجلة البناء ورسم ستراتيجيات النهضة بخطى نموذجية وسريعة هي ماتشبه بحكومة الظل او الفريق الاستشاري الوطني والمهني في مكتبه والذي يمدّه وفريقه المحترف بالبرامج والمشاريع والخطوات المثالية الخالية من الفساد والاخطاء والهفوات الفنية والقانونية التي رافقت المراحل السابقة
لذا يعتقد المراقبون للمشهد الحكومي ان الأشهر والسنوات المقبلة ستكون مرحلة الوفرة في الحصاد لتلك المشاريع التي تمتاز بمواصفات عالية الجودة وممنهجة وفق مواصفات الاستدامة الحديثة ومواجهة اثار التغير المناخي في قطاع الخدمات والطاقة
اضافة لبرامج واسعة في مكافحة الفقر والبطالة والتضخم .