الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
شركات الطيران وفنوكوفو

بواسطة azzaman

شركات الطيران وفنوكوفو

هيفاء راضي جعفر

 

تسببت ظواهر الإرهاب والعنف والصراعات الداخلية والحروب الأهلية أو الدولية، والكوارث الطبيعية والأوبئة بارتفاع نسبة أعاقة الإفراد ،وأخذت هيئة النقل الجوي الدولية (IATA) التي تظم حركة الطيران والنقل الجوي في العالم على عاتقها تنظيم سفر الأشخاص العاجزين عن الحركة أو الذين يحتاجون مساعدة وتسهيلات وخدمات خاصة في المطار عبر تشريعات وبروتوكولات بهدف تقديم التسهيلات والخدمات تمكن هذه الشريحة من السفر براحة وأمان ، حيث قامت هذه الهيئة بتقسيم  طبيعة الخدمات الخاصة أثناء سفرهم عبر المطارات، فمنهم لديهم عجز كبير في الحركة يحتاجون في سفرهم إلى خدمات طبية وتمريضية خاصة تصطحبهم في المطار والطائرة ، وفئة تحتاج إلى خدمات كثيرة ومرافقين مدربين بمصاحبة المعاق وفئة أخرى تحتاج إلى حد أدنى من الخدمات والتسهيلات حتى تتمكن من السفر باستقلالية دون الاعتماد على الغير إذ يعتمدون على أنفسهم في إتمام إجراءات السفر والتنقل داخل المطار وبحاجة لاستخدام الكرسي المتحرك  كوسيلة مساعدة فقط عند الصعود أو النزول من الطائرة .وبات على جميع الدول الموقعة على اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة  لعام 2006 كصك من صكوك حقوق الإنسان الالتزام بتوفير مستلزمات تذليل السفر لهذه الشريحة. وأصبحت دول العالم الأجنبية ومنها العربية تتنافس بتقديم الخدمات عبر توفير مواقف مخصصة لركن السيارات عند المدخل الرئيسي لمباني المغادرين والقادمين بالإضافة إلى مواقف مجانية تحمل شعار الكرسي المتحرك للمساعدة في صعود ونزول المسافرين علاوة على توفير موظفين خاصين يتولون مساعدتهم في استخدام أجهزة الدفع ونقل الحقائب .

وهذا الاهتمام والرعاية لمسته بشكل شخصي من العاملين في مطار(فنوكوفو) في موسكو لحظة دخولي للمطار بعد إجراء عملية جراحية في مفصل الركبة والعودة لأرض الوطن من خلال تخصيص موظف من كادر المطار والأخذ بيدي الى مقعد الطائرة مصحوبة بالابتسامة والكلام الجميل يبعث الشعور بالأمان والارتياح . وشتان ما بين تلك الرعاية من دول أجنبية ورعاية أبناء وطني اذ قبل أيام كانت لدي رحلة سفر عبر شركة (...) للطيران من مطار بغداد الدولي وطلبت كرسي متحرك لتسهيل عملية الوصول الى الطائرة ولم يسمح لي الا بدفع مبلغ مقداره( 35 ) دولار بما يعادل (50 ) إلف دينار عراقي ولبضع أمتار داخل المطار ، بحجة ان الحجز لم يكن على متن الخطوط الجوية العراقية كجهة مسؤولة عن تهيئة الكراسي المتحركة كخدمة مجانية وينبغي من المسافر دفع المبلغ لشركة ( ... ) بدورها تستأجر الكرسي من الخطوط  الجوية ،فلم تكلف ( ...) نفسها بتهيئة الأمور اللوجستية لمثل هكذا حالات بدل دفع المسافر أجور الكرسي المتحرك،إلا إنني فضلت الوصول الى الطائرة بتخطي الخطوات وبالاستعانة بالله تعالى ،فلم تكن المسافة طويلة بل ربما مؤلمة لي نوعا ما.

وليس من باب التمجيد برعاية واهتمام دول الغرب بشريحة ذوي الاحتياجات الخاصة لكن ما تعرضت له دفعني للمقارنة لكونهم يتعاملون بقمة الإنسانية تعكس جمال العقل والقلب بينما وجدت أبناء وطني يضعون أمام أعينهم الأجور أولا ويستبعدون مبدأ الإنسانية والرحمة في التعامل  . 

وهذه دعوة الى الاهتمام بغرس الأخلاق الطيبة والقيم الإنسانية وتعزيزها لدى الكادر الوظيفي كأساس بأداء الواجبات الوظيفية والتعامل بروح القانون في البناء الاصلاح ، كما جاء في قوله تعالى في كتابـه العزيز ( رحمتي وسعت كل شيء) ( والله رؤوف بالعباد)، وماذا عن رحمتك ورأفتك أيها الإنسان ؟


مشاهدات 59
الكاتب هيفاء راضي جعفر
أضيف 2023/09/18 - 10:58 PM
آخر تحديث 2023/09/22 - 11:26 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 261 الشهر 8645 الكلي 8902972
الوقت الآن
السبت 2023/9/23 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير