بعض الأسئلة تذبح كالسكين
ابتهال العربي
ما الهدف من استغباء المقابل؟ أهو الظن بأننا أذكياء بما فيه الكفاية، أم الإصرار على إستفزاز الآخر، أم تحطيم شعوره بالحرية، أم هي عدم الثقة اللامتناهية والتشكيك في نواياه وصدقه؟ وماذا نسمّي تكرار فعل غير صائب وغير مناسب، لا لنا ولا لمن نحب؟
في كل مرة كان تفسيري للمحبّة هو: المشاعر، والاهتمام، والاحترام بكل تفرعاته؛ الرأي، الرغبة، الشخصية، الخصوصية، والحرية، وعندما يغيب الاحترام، تغيب المحبّة أو تتلاشى مع الزمن، لأن أول خذلان يفتح فجوة، ومع تكرار الخذلان تتسع تلك الفجوة وتصبح أكثر عمقاً.
إن العلاقات لا تنكسر دائماً بسبب خطأ واضح أو حقيقة مُعلنة، بل أحياناً يذوّبها الشك بصمت، بكلمة عابرة، نظرة مفسَّرة، ملامح معبّرة، ابتسامة ساخرة، أو غياب متعمد، وقد يتحوّل الشك إلى جدار من الريبة، ومع كل سؤال يتضاعف الصمت، ومع كل صمت يتغذى الشك حتى يبتلع ما تبّقى من المحبة، فالشك لا يحتاج إلى دليل، يكفيه غياب اليقين فيجد مساحة ليبني أوهامه، وحين يغيب اليقين، تصبح النهاية أقرب مما يتخيّل الطرفان، تتآكل العلاقة تدريجياً بفعل إشارات صغيرة، تتراكم لتصنع جداراً من الريبة، فالشك يقطع ببطء نسيج العلاقة قبل أن يقطع حبل الود، وقيل: “أغلب شك المرأة حب، وأغلب شك الرجل قلة ثقة”.