الداخلية العراقية تؤكد عودة طواقم الدفاع المدني وتنفي تعرّضها لهجوم
الشرع يتعهّد بحماية الأقليات بعد إعلان وقف النار في السويداء
بغداد - ندى شوكت
دمشق - الزمان
جدد الرئيس أحمد الشرع، التزام بلاده بحماية الأقليات ومحاسبة المنتهكين من أي طرف، مع بدء نشر قوات الأمن في السويداء إثر أعمال عنف غير مسبوقة شهدتها المحافظة ذات الغالبية الدرزية أوقعت أكثر من 700 قتيل خلال أسبوع. وأكد الشرع خلال كلمة متلفزة أمس (التزام الدولة السورية بحماية الأقليات والطوائف كافة في البلاد، وأنها ماضية في محاسبة جميع المنتهكين من أي طرف كان)، وأضاف (لن يفلت أي شخص من المحاسبة، ونتبرأ من جميع الجرائم والتجاوزات التي جرت، كما نؤكد أهمية تحقيق العدالة وفرض القانون على الجميع)، مثمناً (الدور الكبير الذي قامت به الولايات المتحدة الأمريكية في تأكيدها الوقوف إلى جانب سوريا في هذه الظروف الصعبة، وحرصها على استقرار البلاد)، وأشاد الشرع (بجهود دول عربية وداعمته تركيا وأطراف أخرى)، عاداً إن (الضربات الإسرائيلية في خضم الاشتباكات في السويداء، دفعت سوريا إلى مرحلة خطيرة تهدد استقرارها، نتيجة القصف السافر للجنوب ولمؤسسات الحكومة في دمشق). وجاءت مواقف الشرع بعد إعلان الرئاسة أمس (وقفا فوريا لاطلاق النار وتعهد قوات الأمن وقف الفوضى عقب الاشتباكات بين مسلحين من الدروز وآخرين من البدو. وأتى ذلك بعيد ساعات من إعلان واشنطن اتفاق سوريا واسرائيل على وقف لإطلاق النار بينهما، ودعوة المبعوث الأمريكي الى دمشق توم باراك، الدروز والبدو والسنة لإلقاء سلاحهم لوقف التصعيد. وبرغم دعوة الشرع جميع الأطراف دون استثناء الى وقف كافة الأعمال القتالية، أفاد شهود عيان في مدينة السويداء وأطرافها بـ (سماعهم دوي اشتباكات متقطعة وإطلاق قذائف صاروخية). وكانت واشنطن أعلنت، اتفاق سوريا واسرائيل على وقف لإطلاق النار بينهما بعد قصفت طائرات إسرائيلية مقرات رسمية والقوات الحكومية في دمشق والسويداء في خضم المعارك بين الدروز والبدو. وسبق لإسرائيل أن أكدت أنها (لن تسمح بالتعرض للأقلية الدرزية، أو أن تنشر الحكومة السورية قوات عسكرية في جنوب البلاد قرب هضبة الجولان التي تحتلها). واندلعت الاشتباكات، الأحد في محافظة السويداء بين مسلحين دروز وآخرين من البدو السنّة، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان. ومع احتدام المواجهات، أعلنت القوات الحكومية، تدخّلها لفضّ الاشتباكات، لكن بحسب المرصد وشهود وفصائل درزية، فقد تدخلت هذه القوات إلى جانب البدو. وتخلل انتشار القوات في السويداء، إعدامات ميدانية طالت عشرات المدنيين وانتهاكات عدة ونهب ممتلكات، وفق المرصد السوري وشهادات سكان ومقاطع فيديو وثقها المرتكبون أنفسهم. وإثر ذلك، شنّت اسرائيل ضربات على مقر هيئة الأركان وبجوار القصر الرئاسي في دمشق، وعلى أهداف عسكرية في السويداء، مطالبة الشرع بسحب قواته من معقل الدروز. وإثر ضغوط أمريكية واسرائيلية، سحب الشرع قواته من المحافظة الخميس الماضي، قبل أن تحشد العشائر السنية من مناطق عدة مقاتليها المحسوبين على السلطة، الى جانب البدو، وتتجدد الاشتباكات. الى ذلك، نفت وزارة الداخلية، بشكل قاطع ما تداولته بعض مواقع التواصل الاجتماعي عن تعرض طواقم الدفاع المدني العراقية لهجوم متطرف أثناء مشاركتها في عمليات إطفاء الحرائق في الساحل السوري. وقال رئيس دائرة العلاقات والإعلام العميد مقداد ميري في بيان تلقته (الزمان) أمس (ننفي بشكل قاطع ما تداولته بعض مواقع التواصل الاجتماعي من أنباء غير صحيحة عن تعرض طواقم الدفاع المدني العراقية لهجوم متطرف أثناء مشاركتها في عمليات إطفاء الحرائق في الساحل السوري، ووقوع عدد من الإصابات ونقلهم إلى مستشفيات اللاذقية)، مؤكداً إن (فرق الدفاع المدني العراقي أنهت مهامها الإنسانية وعادت إلى أرض الوطن يوم أمس، دون أن تتعرض لأي حادث أمني أو إصابة تُذكر).