الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
عقيدة البداية.. من هنا بدأ قرار مهاجمة إيران

بواسطة azzaman

عقيدة البداية.. من هنا بدأ قرار مهاجمة إيران

منقذ داغر

 

كشف تقرير نشرته الواشنطن بوست أمس خفايا القرار الإسرائيلي بمهاجمة ايران في 13 هذا الشهر والذي استند الى «عقيدة البداية»  Begin doctrine  وليس لتقييم استخباراتي مؤكد. خطّ رئيس الوزراء السابق مناحيم بيغن هذا المبدأ عندما هاجم مفاعل تموز العراقي حزيران 1981 . ولا اعلم ان كان اختيار شهر حزيران لمهاجمة البرنامج النووي العراقي والإيراني كان محض صدفة، لكن المؤكد أن الإثنين تمت مهاجمتهما وفق ذات المبدأ «عقيدة البداية» والذي ينص على أن (من المبرر شن هجوم استباقي على أي دولة تشكل تهديداً وجودياً لإسرائيل بغض النظر عن مدى قرب ودقة هذا الخطر». أي ان مجرد الشك يكفي لشن الهجوم!! لكن ما سر هذا التوقيت للهجوم؟

بحسب التقرير فأن التحضيرات الإسرائيلية للضربة ولاستدراج ترامب لها بدأت قبل أشهر. وأن نتنياهو كان قد حدد شهر حزيران كأبعد توقيت للهجوم لأن استخباراته أكدت ان ايران قد تكون قادرة على أعادة بناء قدرات دفاعاتها الجوية التي دمرتها الهجمات الجوية الإسرائيلية السابقة في 2024، خلال النصف الثاني من 2025. هذا فضلاً عن الخشية من استعادة ايران لقدرتها على أعادة تفعيل شبكاتها التي تضررت في المنطقة. مع ذلك فلا يبدو أن هذا لوحده كان كافياً لاتخاذ (إسرائيل) ومعها الإدارة الأمريكية لقرار الحرب. طبقاً للصحيفة فأن الإستخبارات الإسرائيلية كشفت ان علماء نوويون إيرانيون اجتمعوا عدة مرات في بداية السنة لمناقشة مشروع بحث (نظري) لإنتاج قنبلة ذرية مشابه لمشروع آماد Amad Project  الذي كان يرأسه العالم النووي محسن فخري زاده والذي اغتالته الاستخبارات الإسرائيلية في إحدى ضواحي طهران في عام 2020 في عملية مثيرة هزت إيران آنذاك. ومعروف ان برنامج آماد الهادف لإنتاج سلاح نووي قد بدأ في 1989 وتوقف في 2003 بناءً على تعليمات من المرشد الأعلى «الخامنئي». وعلى الرغم من تأكيد مصادر الإستخبارات الإسرائيلية ومعها الأمريكية ان المشروع الذي كان يناقشه علماء إيران هذه المرة هو مجرد مشروع نظري وانهم غير متأكدين مما إذا كان المرشد الأعلى على علم به، الا ان نتنياهو قرر عدم المجازفة والركون للتقديرات الاستخبارية. فقرار الهجوم وفقاً لذلك كان قراراً سياسياً وليس استخبارياً. فعلى ما يبدو كانت هذه هي القطعة الناقصة التي يحتاجها نتنياهو لإقناع ترامب بأنه لا يمكن المجازفة بانتظار ان يتحول هذا البحث النظري الى حقيقة فعلية مرعبة. وهذا بالضبط ما جعل ترامب يغضب من مديرة استخباراته التي قالت ان ايران ما زالت بعيدة عن انتاج القنبلة النووية.

هذه المعلومة ايضاً هي التي جعلت هدف اغتيال العلماء النوويين الإيرانيين يأخذ أسبقية متقدمة على كل اسبقيات الحرب (الإسرائيلية) الأخرى مما أدى لاغتيال أكثر من عشرة علماء من الصف الأول والذين سيكون تعويضهم اصعب بكثير من تعويض المنشآت المضروبة أو قادة الجيش الذين تم اغتيالهم. وتشير الصحيفة الى ان الإستخبارات الإسرائيلية كانت على علم بكل ما يفعله العلماء الإيرانيون نتيجة تجنيدها لعملاء من بين الخبراء العاملين في المنشآت النووية الإيرانية بما فيها فوردو ونطنز. لقد بات واضحاً اليوم ان الدرس الأول الذي يجب ان تتعلمه ايران مما حصل هو كيفية حماية العنصر البشري وليس المادي في برنامجها النووي وهو هدف أصعب بكثير من مجرد تدريب وتعليم العلماء بل وحتى ابعد كثير من مجرد تحصينهم عقائدياً. إيران اليوم بحاجة لمراجعة شاملة لكل ما جرى قبل ان تقرر مواجهة (إسرائيل) او أمريكا مرة أخرى.

 

 

 

 


مشاهدات 34
الكاتب منقذ داغر
أضيف 2025/06/25 - 3:04 PM
آخر تحديث 2025/06/27 - 10:34 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 223 الشهر 16718 الكلي 11151372
الوقت الآن
الجمعة 2025/6/27 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير