وزير نفط وبرلماني أسبق يطلق مبادرة انبوب الغاز القطري العراقي التركي
بحر العلوم: مشروع إنموذج لتحقيق أمن الطاقة الإقليمي والدولي
بغداد – ابتهال العربي
اكد وزير النفط والبرلماني الاسبق إبراهيم بحر العلوم وزير النفط الأسبق في مؤتمر حوار بغداد في الجلسة الثانية المخصصة حول الممرات الاقتصادية والطاقة الإقليمية ان (مشروع طريق التنمية (ايقونة العراق)، وهو المشروع الاستراتيجي الواعد والأول من نوعه منذ تأسيس الدولة العراقية.
يسهم المشروع في تحويل العراق الى مركز إقليمي للنقل والتجارة، ومن الرافعات الفاعلة لاخراج العراق من عنق الاقتصاد الريعي.
يقول احد الدبلوماسيين الأجانب الذين زاروا ميناء الفاو مؤخرا مع مجموعة من البعثات الدبلوماسية في العراق في حديثه عن طريق التنمية ( ما رأيناه في ميناء الفاو من انجاز على الأرض، زدنا ايماناً بان المشروع يخطو خطوات سريعة، وهناك إرادة واضحة لتحقيقه).
وأضاف بحر العلوم (ان مشروع التنمية يفتح افاقاً جديدة ليلعب العراق دوراً اساسياً في مشاريع الطاقة النظيفة في ظل التزاماته الوطنية لمواجهة تحديات المناخ عبر مبادراته لتحسين الأداء البيئي وتخفيف الانبعاثات الكربونية. فالغاز الطبيعي يتمتع بميزة كونه مصدراً نظيفاً نسبياً مقارنة بالفحم والنفط. واصبح الاعتماد عليه اكبر لكونه بديل استراتيجي موثوق، ويمكن اعتباره جسراً بين الوقود التقليدي والطاقات المتجددة).
الطاقة النظيفة
واطلق بحر العلوم مبادرة لانشاء ممر جديد للطاقة النظيفة يكون رعاته هم رعاة طريق التنمية: (ان الرؤية الاستشرافية التي نود طرحها في هذا المؤتمر ومنسجمة مع عنوان الجلسة التي تناقش ممرات الطاقة والتعاون الإقليمي تتطلب من رعاة مشروع التنمية (العراق وتركيا وقطر إضافة الى الامارات العربية) دراسة مشروع نقل الغاز الى أوروبا، في خطوة تكاملية مع طريق التنمية، ليصبح العراق ليس فقط ممراً للنقل والتجارة العالميين وممراً استراتيجياً لنقل الطاقة النظيفة، فحسب يتصدى لدور ريادي لتحفيز المنطقة وأوروبا لتخفيف انبعاثات الغازات الدفيئة.
وحدد مسار الانبوب (ان المسار الجغرافي لانبوب الغاز القطري العراقي التركي يفترض ان يتحد جغرافياً مع مسار طريق التنمية ويصبح الممر الجغرافي الواحد لتحقيق كفاءة عالية واقل تحملاً للمخاطر. ينطلق الانبوب من حقل الغاز الكبير في المياه القطرية الإقليمية، ويمتد عبر الخليج باتجاه ميناء الفاو. ويتجه الانبوب شمالاً باتجاه البصرة، الى الناصرية، الى السماوة فبغداد فالموصل وصولاً لفيشخابور).
وأشار الى (حسابات الكلفة الاجمالية للمشروع قائلاً ( وفقاً للتقديرات الأولية فان التكلفة الاجمالية للانبوب ستكون بحدود 15 مليار دولار وبطول اجمالي 1600 كيلومتر مع قدرة نقل تصل الى 75 مليار متر مكعب سنوياً، وان اتحاد المسارين سيسهم في تخفيض كلفة الانبوب بحدود 15-25%. ان هذا المشروع سيسهم في توفير الغاز الى الأسواق الاروبية وسيزيد من زخم استخدام الغاز الطبيعي لتقليل الاعتماد على الوقود التقليدي. وتزويد العراق بما يحتاجه من كميات لتوليد الطاقة الكهربائية كذلك يعزز علاقات التعاون بين العراق والاتحاد الأوروبي).
وعن دور المشروع في تحقيق امن الطاقة الإقليمي أشار الى انه (يمكن ان يلعب المشروع في مرحلة لاحقة دوراً في تعزيز امن الطاقة الإقليمي عبر تلبية احتياجات دول الجوار من الغاز في توليد الطاقة الكهربائية كالكويت والأردن وسوريا والسعودية وهذا ما يعمق الشراكة الاقتصادية ويعزز من الاستقرار السياسي والاقتصادي).
تقليل الانبعاثات
واختتم بحر العلوم بحضور نخبة من السياسيين والخبراء الأجانب في موضوعة الطاقة (ان هذا المشروع يطرح رؤية لايجاد ممر جديد في المنطقة للطاقة النظيفة وان يلعب العراق دوراً تحفيزيا يتناسب وسياساته الوطنية نحو تقليل الانبعاثات الكربونية وممرا استراتيجيا لنقل الغاز وتحسين الاستقرار في العراق).
وطالب رعاة طريق التنمية وفي مقدمتهم الحكومة العراقية اجراء حوارات ودراسات حول المشروع: ان هذه المبادرة تحتاج الى حوارات عميقة ودراسات جدوى اقتصادية بين العراق وتركيا وقطر.
وان نجاح المبادرة سيعيد تشكيل خارطة الطاقة من جديد ويعزز امن الطاقة الإقليمي في المنطقة وأوروبا ويسهم في التحول نحو الطاقة المتجددة. على صعيد آخر عقدت على قاعة بحر العلوم بمعهد العلمين للدراسات العليا، ندوة حوارية تحت عنوان (المساعي العراقية الإيرانية والاستقرار الإقليمي) ضمت باحثين من العراق وايران، ووفد ايراني ضم نحو 20 باحثا من مركز جي بي تي تي وعدد من الجامعات الايرانية.
الندوة التي ادارها رئيس قسم العلوم السياسية الاستاذ الدكتور محمد ياس خضير، وقدمت فيها 4 اوراق بحثية، الورقة الاول حملت عنوان “ الاقتصاد الإيراني وفرص العلاقات الاقتصادية بين إيران والعراق القاه الدكتور احمد ذو الفقاري عضو مجلس السياسات ومستشار أول وعضو هيئة التدريس ونائب رئيس كلية الاقتصاد في جامعة الإمام الصادق، اما الورقة الثانية فالقاها محمد أمين حضرتي باحث أول في قسم الدراسات الدولية وحملت عنوان (الدور الايراني العراقي في تثبيت استقرار المنطقة) ، تلتها ورقتان بحثيتان لاساتذة من معهد العلمين الاولى للتدريسي علي هادي الشكراوي التدريسي في قسم البعلوم السياسية وحملت عنوان (نحو تعزيز العلاقات العراقية الايرانية) والثانية لمقرر قسم الاعلام راجي نصير وحملت عنوان (دبلوماسية التواصل المجتمعي بين العراق وايران... الواقع والطموح)، تلاهــا تعقيب التدريسي جبار جمال الدين من قسم العلوم السياسية. فتح بعدها مدير الندوة باب الحوار والمداخلات من الحاضرين وكان اول المتداخلين عميد معهد العلمين، تلاه العديد من طلبة المعهد واعضاء الوفد الايراني، وقد اثرت المداخلات موضوع النقاش المتعلق بالعلاقات العراقية الايرانية وافاق تطورها.