الإستثمار في توقيع فاتح عبد السلام
خليل ابراهيم العبيدي
في توقيعه اليومي تطرق الأستاذ فاتح عبد السلام في صحيفة الزمان في عددها الصادر يوم الخميس الموافق 20 شباط إلى مسلمة اقتصادية غابت عن المتصدين للاستثمار في هذه الأيام ، إلا وهي على حد قوله الاستثمار الذي لايقضم من مساحة البطالة يعد عبئا على الاقتصاد ، وهنا تذكرت مقولة الاستاذ الدكتور منذر عبد السلام ، وهو يقول لنا في محاضراته عن الاقتصاد التطبيقي ،، الاستثمار ، يعني الانتاج ، والانتاج يعني التشغيل، والتشغيل عدو البطالة ، والعاطل عدو بلده . فالاستثمار، كما يسطرد صاحب التوقيع ،، السائد اليوم في بلادنا هو أن تأتي الأموال إلى البلد وتتحرك بكيفية غير قابلة للسيطرة او في مسارات لا تنسجم مع الحاجات الأساسية ، وهنا وضع اليد على العلة فالاستثمارات الواسعة في مجال انشاء المولات( على سبيل المثال ) او تشييد عمارات الرفاهية ، لم يعد مسايرا للحاجات الأساسية والدليل تعثر الكثير منها لانها لم تكن تلبي الحاجات الأساسية إلا في مجال خدمة تقديم المأكولات والمشروبات ، وتقديم المستورد على الوطني ، أن وجد . او غياب المستفيد الفقير من الاستثمارات في المجال العقاري القائم الآن . او استثنار المليارات في إنشاء شركات استيراد السيارات ومعارض بيعها بوسائل رأسمالية غريبة عن مجتمعنا ، وما اثمرته من كثرة الازدحام المروري او زيادة درجات الحرارة بفعل ملايين العوادم الباثة لسموم المحركات . لقد تصدأ معنى الاستثمار في بلادنا بفعل أوكسجين الاستيراد ، والأوكسجين لا يحترق ولكن يساعد على احتراق عملتنا الوطنية في اتون البحث عن الدولار ومشاكله الثانوية . سادتي ، أن ما قاله عبد السلام يأتي في قمة اسباب تأخرنا ، ذلك أن الانتاج هو أساس القيمة والانتاج وحده هو من يقضم البطالة ويسد الحاجة ، وبلادنا نهمة اليوم للاقبال على الاستثمار في فتح المصانع في عموم البلاد وحسب توفر الخامات ، وهي متوفرة في بلادنا مثل ( الخامات النفطية والزراعية والمعدنية )، والتي بحاجة لتفعيل عناصر الانتاج الاخرى ، وفي المقدمة الرأسمال الوطني + العقل الوطني + العامل العراقي المدرب + الحماية القانونية من الروتين والفساد ، واخيرا القدوة المؤمنة بالمصانع لا بالمولات . لأن تلك العوامل كانت في مقدمة نجاح تجارب كوريا الجنوبية ، سنغافورة ، تايوان، هونكونك ، وتلكم هي النمور الاسوية الأربعة التي ضربت الأمثلة الصارخة في الانتاج والنمو السريع ، كما أن ماليزيا لم تكن باحسن حال من العراق فقد نهضت على نحو مدهش بفعل تصميم قائدها ( مهاتير محمد ) على أن تكون بلاده بلدا مصنعا منتجا حتى الادوات الاحتياطية للسيارات وللكثير من الأنواع والمناشئ ، وهي اليوم نموذج الدولة الإسلامية التي قامت على مبدأ توافق المختلفين ، لا على مبدأ اختلاف المتوافقين ، والاهم في عملية الاستثمار ، هو التخطيط الدقيق لقادم الأيام ، وفقا لتوقيع عبد السلام ،، وهو يقول الاستثمار قد يتحول هدرا وتبديدا للطاقات والامكانات اذا لم يرتبط ارتباط مدروسا بخطط تنموية ،،، تحتسب لقادم الايام ،،، والحليم تكفيه إشارة الابهام .