قالب الثلج

هادي عباس حسين

 

هذا اليوم صيفي حار جدا، اذتجاوزت الحرارة فيه الخمسين، فحتى اسفلت الشارع تشع منه حرارة عالية لذا بين اونة واخرى ير ش الأرض هذا الرجل الخمسيني التي يقيم بها كشكه الحديدي الذي هو الاخر اشعر بغليانه  بسبب نار الطباخ المشتعل فهو من يزيد هذه المعاناة، هذا مكان عملي في وسط منطقة حيوية مزدحة لم يفرغ شارعها الرابط  ساحة غرناطة وساحة الوثبة التي  بأحد اركانها  يقع سوق السنك الذي يعتبر الطرف الآخر من جسر  المسمى على اسم السوق، صبيحة هذا اليوم لا أرى ازدحاما يلفت نظره كأنه لم يبع عددا مقنع من اقداح الشاي،  حتى تصورت ان الدائرتين المجاورة. الواحدة الاخرى والتي تجاوره، غسل القدح بعدما سمعت زبونه قال له

_ استكنان شاي...

طار فرحا فقد أحس انها بداية رزق حسبها منذ ليلة امس، وخطط لها مستيقظا منذ وقت  مبكرا  ليصل الى هنا وكله امل ويقين ان تتحسن حالته المادية،، اجاب بصوت مستعجل

_صار... سكر زيادة...

وقف اخر وتبعها خرين فردد

_ خير انشاء الله ألف الصلاة على محمد خير... خير..

انظمت امراة اربعينية وضعت على وجهها نظارة سوداء  لتطلب بالقول

_ ببسي واحد لهذا...

نظر الولد العشر سنوات مبتهجا ومؤكدا

_ عمي اريده  ببسي بارد... ثلج..

لامس كرشه المتدلي هذا الصندوق المستطيل والمصنع من مادة الفلين العازلة لينطق بحفاوة بالغة

_ تفضل.. انه ببسي بارد.. يطيب لك يابطل..

حاولت الام تقول

_ انا اطلب منك كذلك بارد  مثل ولدي لي..

اجاب بفرح

_ صار... صار...

وقفت منتظرا دوري وحاول ان يقول لي

_ هذا شايك..

ابتسمت له بالحال قائلا

_ سجله على قالب الثلج..

قهقه بصوت سمعه اخر الواقفين مع رد

_ لا.. عمي قبضنا... قبضنا..

انا اراقبه بحذر وهو يرمقني بنظرات استغراب مضيفا

_ عند اىظهيره.. سوف نتحاسب...

ضحك الولد الذي أنهى مشروبه البارد وقال

_ سيضبع الحساب لان قالب الثلج سيصبح ماءا...