الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
جوائز الفشل

بواسطة azzaman

نبض القلم

جوائز الفشل

طالب سعدون

 

الخسائر الباهظة التي دفعها الفلسطينيون يتحملون هم جزءا منها لانقسامهم وتحولهم الى فصائل على الارض وفي السلاح وجبهات متعددة أمام عدو واحد  ، وجزءا أكبر يتحمله العرب ليس فقط لضعفهم وتركهم الفلسطينيين يواجهون التوحش الاسرائيلي وحدهم بل لعدم التزامهم بما الزموا انفسهم به بان ( فلسطين قضيتهم الاولى ) أو المركزية ، أي بمعنى انها تتقدم على قضاياهم الخاصة وتطوعهم لتقديم تنازلات جماعية دون مقابل افضت  في النهاية الى انخراطهم بالتطبيع على أمل أن يدفع ذلك ( اسرائيل ) الى الموافقة على إقامة الدولة الفلسطينية ، وصدر اجماع عربي في قمة بيروت 2002  بذلك تحت عنوان المبادرة العربية وهي في اصلها مبادرة طرحها الامير عبد الله عندما كان وليا للعهد لكن ( اسرائيل  ) لم تعر للتفاصيل اهتماما وجنت لبها وهو ( التطبيع ) هدفها منذ أن تأسست ظلما وعدوانا وتركوا  شرط المبادرة ( الدولة الفلسطينية) لان اسرائيل لا تعترف به  .

مضى نحو ربع قرن على ما سمي بالمبادرة العربية و( العقد  العربي ) ينفرط  حبة بعد حبة وسينتهي كله وينخرط الجميع في التطبيع دون أن يحصل الفلسطينيون على دولتهم سوى على وعد من أمريكا أوغيرها بالضغط على ( اسرائيل )  علها توافق لكن يبدو ذلك بعيدا..

معادلة غير متوازنة .. لا يمكن للدبلوماسية ان تحقق ما تريد ان لم تستند على قوة تناسب مضمونها  .. ومع ذلك يتمسك العرب بها دون فائدة .. ونسمع الان عن تحرك امريكي لاكمال التطبيع بوعد يتكرركسابقه وهو حلم بعيد ايضا ..

 المبادرة الدبلوماسية على مستوى العرب مجتمعين  لم تحقق شيئا .. فهل تمنع الدبلوماسية الفردية شيئا مما عجزت عنه القمة ؟

هل منعت الدبلوماسية ( الوساطات العربية )  نيتنياهو أو أمريكا ومن معهما من الغرب من استمرار الحرب على غزة  كل هذه المدة  او تقليل ايامها العصيبة على الفلسطينيين أم  في تصاعد وقد تعدت المائتي يوم مع إصرار نيتنياهو على حربه العدوانية ويتحدى العالم بشعوبه ونخبه المثقفة والطلابية والاكاديمية والجامعات  في العواصم الغربية ومنها الولايات المتحدة والمنظمات الدولية ومنها محكمة العدل الدولية والدول وتعاطفها مع الشعب الفلسطيني وهو يواجه حرب الابادة ...

هذا الاحتجاج الشعبي والنخبوي اثارغضب اسرائيل وامريكا وفشلوا في كل محاولاتهم  باسكات هذه الاصوات باتهامها بمعاداة السامية كما فعلوا مع المحكمة الدولية وادرك العالم زيف تلك الادعاءات وحق الشعب الفلسطيني في الحياة كما هو حقه في ارضه وكذب الاساطير التي لفقها الصهاينة ومن ساعدهم في سلب ارض فلسطين بمزاعم باطلة واتهامات كاذبة .

 ومع هذا المد الشعبي العالمي  تسمع من عواصم العرب من يتفاخر بالدبلوماسية ويكيل المديح على هذا او ذلك من (شيوخ الدبلوماسية) وتجري المفاوضات على قدم وساق للتطبيع وتسمع  شروطا من الطرف العربي لم يعرها ( الاسرائيلي ) أي إهتمام ووعودا إعتدنا على نقضها منه .. فلم يتحقق منها شيء ..

يتحمل العرب نصيبهم في ضياع القضية بعد ان تحولت  من  المركزية الى قضية دبلوماسية وتباهي ( بالوساطات  ) واقناع  انفسهم وليس من يستمع اليهم ان الوساطة تتطلب الحياد بين الطرفين لكي ( ينجح ) هذا الطرف أو ذاك  في وساطته وكان الطرفين على صلة واحدة من القرابة والنسب والدم ... والايام اثبتت فشلها ..

 استمرار الدبلوماسية ونغمة التطبيع التي تزداد هذه الايام مع الاجواء العدوانية الاسرائيلية الساخنة على غزة وامتدادها الى رفح وبعد فشل نيتنياهو في تحقيق هدفه من الحرب ورفض الانحياز الامريكي وعدم قدرة بايدن على  اقناع شعبه والعالم بموقفه منها يعد جائزة  كبرى لفشل نيتنياهو ووسيلة انقاذ لبايدن من ورطته  في هذه الحرب الخاسرة في توقيت غير مناسب له لان الانتخابات الرئاسية قريبة وسيخسر فيها اذا استمرالرفض الشعبي والاحتجاجات في الجامعات وامتدادها الى دول غربية اخرى ... وتبدو امريكا على عجلة من امرها لانقاذ رئيسها من ورطته ونفسها من موقفها الصعب  .. وبخلاف ذلك تكون المنطقة امام مفاجأت غير متوقعة لم تعتدها سابقا تصب في مجملها ليس لصالح اسرائيل ولا لحلفائها بل لصالح فلسطين وشعبها والمقاومة التي ازدادت قوة على الارض وسمعة في العالم.

   

كلام مفيد :

ليس هناك غير حل واحد يقف امام فساد الحياة ، وذلك حب الله .. ان في الحب عنصرا خاصا للمقاومة .. الذين يحبون يقاومون عادة ، وعلى قدر درجة حبهم تجيء صلابة المقاومة .. هذا قانون من قوانين الكون .. ( احمد بهجت ) كاتب وصحفي  مصري .

 

 


مشاهدات 100
الكاتب طالب سعدون
أضيف 2024/05/08 - 6:04 PM
آخر تحديث 2024/05/16 - 8:07 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 93 الشهر 7770 الكلي 9345808
الوقت الآن
الإثنين 2024/5/20 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير