الـله بالخير رياضة

التأريخ يعيد نفسه

اكرام زين العابدين

تنتظر منتخبنا الوطني والاولمبي استحقاقات رسمية متقاربة ، حيث سيدخل الفريقان معسكرات تدريبية ومباريات دولية خلال شهري حزيران وتموز المقبلين.

هذا المشهد يذكري بالذي حصل في عام 2016 عندما تأهل العراق لاولمبياد ريودي جانيرو بالبرازيل 2016 بقيادة المدرب عبد الغني شهد ، فيما استمر المدرب راضي شنيشل في قيادة المنتخب الوطني بعد الحصول على المركز الرابع في كأس آسيا 2015 باستراليا .

وحصل جدال ونقاش عقيم لم يتوصل الاتحاد في حينه الى ما يخدم كرتنا بسبب اصرار المدربين على رأيهما بعدم التعاون والوصول الى تفاهمات تخدم الفريقين ، لاسيما وان اغلب لاعبي الاولمبي كانوا نواة المنتخب الوطني.

شهد اختار اسماء فريقه الاولمبي وذهب يعده في جولة اوروبية استمرت طويلاً ، ومنه طار الى البرازيل لكنه لم ينجح في الامتحان الاولمبي بالرغم من عدم خسارته بالمباريات الثلاثة التي انتهت بالتعادل وفقد على اثرها بطاقة التاهل للدور الثاني ، عاد الاولمبي بدون نتائج ايجابية توازي المبالغ المالية التي تم صرفها على الفريق .

اما مدرب الوطني شنيشل فانه وقع بالفخ بعد ان اختار مجموعة اسماء من لاعبي الدوري وابعد يونس محمود الذي كان بقمة عطاءه التهديفي ودخل معسكراً تدريبيا في اوزبكستان ، ظهر خلالها فقر الفريق بخطوط مفككه ولم تنجح محاولته في بناء فريق بعيداً عن لاعبي الاولمبي .

المشكلة ان استحقاقات الاولمبي والوطني كانت متقاربة في حينها ، حيث عاد شنيشل الى اختيار عدد من لاعبي الاولمبي من جديد للعب في صفوف الوطني الذي دخل المرحلة الحاسمة لتصفيات كاس العالم 2018 ، لكن الفريق فشل في المباريات الاولى ، مما ادى الى خسارة فرصة الحصول على احدى بطاقات المونديال بسبب سوء التخطيط وعناد المدربين .

اليوم المنظر يتكرر ولكن شنيشل مدربا للاولمبي وكاساس للوطني ، وان اغلب الاسماء التي ستتواجد مع الاولمبي هي من لاعبي الوطني التي تسمح اعمارهم باللعب مع الفريق ، بالاضافة الى ان نظام البطولة تسمح بتواجد 3 لاعبين من الاعمار الكبيرة لتدعيم صفوف الفريق.

وستظهر مشكلة اخرى خلال الشهر المقبل والمتمثلة بفترة التوقف الدولي خلال شهر حزيران المقبل ، وضرورة استمرار مباريات دوري نجوم العراق من اجل الانتهاء باقرب وقت وقبل اشهر الصيف الحارة.

 وبعدها ستطالب ادارة الاولمبي بتفريغ اللاعبين من اجل الاستعداد الامثل للاولمبياد ، وستعارض ادارات الاندية لان المباريات المتبقية حاسمة والكل يبحث عن النتائج امام جماهيره وسيكون هناك جدال مستمر .

ومن اجل عدم الوقوع بنفس خطأ الماضي واستغلال الوقت والجهد بالشكل الامثل نقترح بان يجلس مدربي الاولمبي راضي شنيشل والوطني كاساس من اجل توحيد وجهات نظرهم واختيار لاعبين يخدمون الفريقان خلال الفترة المقبلة لان التصفيات الحاسمة ستنطلق بعد الاولمبياد وهذه فرصة مثالية من اجل اعداد اللاعبين ووصولهم للجاهزية المطـــلوبة في مشاركة الاولمبي والوطني .

اما مطالبة البعض باستمرار لاعبي الاولمبي الذين شاركو في نهائيات الدوحة فهو غير منطقي ، لان عيوب الفريق ظهرت بشكل كبير في المباريات القوية حيث سجل الفريقان التايلاندي والياباني اهداف مرسومة ، مما يدل ان خط دفاعنا كان مهزوزاً ولم يسهم في تقليل تسجيل الاهداف في شباكنا .

اما خط الهجوم فانه كان غير منتج ، لانه لم ينجح في تسجيل الاهداف باستثناء علي جاسم (هداف البطولة)، ولا اعرف كيف اصف مستوى مهاجم يطرد في اول مباراة رسمية له ، ويصر الملاك التدريبي على اشراكه ويواصل اضاعة الفرص السهلة امام المرمى في باقي المباريات.

نتمنى ان ينجح الاتحاد في ايجاد صيغة من التفاهم بين المدربين من اجل خدمة الكرة العراقية من خلال تحقيق افضل النتائج.