الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
نسيت  هاتفي الجوّال

بواسطة azzaman

نسيت  هاتفي الجوّال

مجيد السامرائي

 

حين اخبرته اني نسيت هاتفي الجوال منذ عقد قراني عليه لاول مرة عام 2007 صفق بحماس شديد شماتة! فقد كان يوصيني ان احكم اغلاق باب مكتبنا المشترك فلا تتسلل اليه قطة مدنفشة تترك شعرها الوثير على كرسيه دون كرسيي  او انسى اطفاء اجهزة التكييف فتصاب بالعطب مع الصباح الباكر وهي جديدة جدا   .. دائما  حينما يأخذ قيلولة العصر يدرك انه نسي هاتفه على مكتبه  ثم اضحك جدا حين اسمعه يرن وانا احكم اغلاق الباب بوجه القطة الناشز عن كل النواهي !

ان مخترع هذه القنبلة التي تحتفظ بها وانت في حالة تجوال وبيدك هذا الهاتف النقال الجوال وقد بلغ الرجل الثانية والتسعين ولم يعد له من بقية أهله من يتواصل معه  منذان ابتكره  يوم 3 نيسان عام 1973   انقل عنه التالي  :  جيلنا أكثر ذكاء من الذي سبقه،قالها مارتن كوبر وأضاف: اتركوا هواتفكم وعيشوا !

 لكن من  منا قادر على تلبية دعوتك يا سيد كوبر؟ 

في جرد طفيف طفت فيه بين الناس  اقتنص التعليق التالي : أي رجل ينسى الجواله يعني لا معشوقة لا حبيبة حتى صديقة اليوم كل شيء ينسى الا الجوال.... وثمة من يصفه بانه سلاح ذو حدين  ..حده الاول قاتل  ( سوف يطاح بالكثير منهن  ان هن صرحن باعتباره صندوقا اسود ينطوي على اسرار تطيح بالناس قواعدا وقيادات ... ابقوا معنا ثمة آراء جديرة بالانتباه  كالرد التالي منسوخا كما هو : (جميل لو اطلقنا سراح العشرات من دقائق يومنا خارج صندوق الأسر الإفتراضي الذي ندخل ونتعمق فيه برغبة جنونية).

ماذا يعني ان اهدر دم وقتي كله وانا جالس مكاني بحجة انني اجوب العالم عبر مركبة شاشة هاتفي التي يمكن ان تنقلني الى امريكا بسرعة تفوق سرعة الضوء!

هل انا عبد لشاشة هاتفي ام انا امارس حرية مابعد الحداثة مغادرا منطقة الواقع بتكنلوجيا الحاضر؟

دائما ما كنت اسال نفسي هذا السؤال، وجوابي في النهاية انني اصبحت مدمنا، او اكاد، وعلي ان انتبه واراقب حالتي، قبل ان تتفاقم اعراض الإدمان واتحول لمجنون هاتفي النقال.

انا عن نفسي رغم إني اتمتع في بحبوحة من (الشهرة ) على حد الكفاف الا ان هاتفي قليلا ما يرن  والصادر فيه اكثر من الوارد ولولا اني احتفظ  بنصوص لكتب قيد النشر لكان بامكاني ان اتركه لينعم بالشحن حد الامتلاء ثم اني لاصلة لي برواد الفضاء من راكبي (تكتك الدليفري )الذي صممت أخر جيل منه زها حديد  وهؤلاء الراكبون اصبحوا موضع شبهة بعد حوادث تسجلها الكاميرات التي لم تفد في تحديد من هو الجاني في جريمة شبه متكامله .

 ان هاتفي يرن الان حلاقي يقول :ا(مسكتك وانت متلبس وانت تسلم رأسك لحلاق غيري  نحن الحلاقون لنا الحق في معاقبة من يخون)!

 خلاصة  القول منسوخا ايضا : (سابقا سألوا مدخنا.. ليش متترك الجكاير؟ قال.. اكو واحد يترك جتال ابوه؟ حتئ الطفل الرضيع أصبح مدمنا للنقال).

 


مشاهدات 94
الكاتب مجيد السامرائي
أضيف 2024/05/06 - 5:03 PM
آخر تحديث 2024/05/19 - 5:47 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 203 الشهر 7439 الكلي 9345477
الوقت الآن
الأحد 2024/5/19 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير