الشكل والجوهر

محسن التميمي

يقول الروائي الياباني يوكو ميشيما في روايته الراقية( كوكورو ) وترجمتها الى العربية تعني ( جوهر الاشياء )

لم يتبق من الاشياء الا جوهرها ، يعني قيمتها الحقيقية والباقي، لايمكن الاعتماد عليه ، الان نشاهد طلاب وطالبات الجامعات الامريكية وهم يمثلون جوهر النخبة من المجتمع الامريكية الواعي المثقف الذي ادرك وفهم كيف يكون انسان يعيش بضمير حي ويضع مصلحة الانسانية فوق جميع الاعتبارات الاخرى،

التضامن مع القضية الفلسطينية والاحتجاج السلمي في العديد من الجامعات الامريكية يمثل قلقا وخوفا للحكومة الامريكية خاصة ان هؤلاء الطلاب اكثرهم من الامريكان والقليل منهم يمثلون اقليات من بلدان اخرى اخذوا على عاتقهم عملية الدفاع عن فلسطين من خلال الاحتجاجات والاعتصامات  في داخل الجامعات معبرين عن رفضهم المطلق لوقوف حكومة الولايات المتوحشة الامريكية مع إسرائيل في حربها ضد الشعب الفلسطيني وهو الامر الذي يؤكد  او يكشف الوجه الحقيقي للسياسة الخارجية الامريكية  بخلاف ماتدعيه عبر وسائل الإعلام والاخيرة يمكن القول عنها انها تمارس الكذب وتحاول اخفاء الوجه المظلم لحكومة بايدن والحكومات التي سبقتها في عهد ترامب و اوباما وماقبلها،

صحيح ان شرطة واشنطن استطاعت ان تعتقل العشرات من الطلاب وهي تدخل حرم جامعة كولومبيا بطلب من رئاسة الجامعة، وصحيح ان هؤلاء الطلاب تركوا أماكنهم ، بالقوة  ،  يوم كانوا يقفون بقوة ايضا

ضد حكومة نتن ياهو ويعبرون عن مدى تضامنهم مع اهم قضية انسانية في العالم، الا ان الصحيح ايضا هو ان الشعب الامريكي بدأ يشعر بالخري والعار من حكومته وهي تكشف عن وجهها القبيح جدا في قضية يحاول فيها الإعلام الغربي ان يكون فيها  منحازا بشكل ظالم للكيان الصهيوني الذي كشف هو الاخر عن وجه قبيح اسود مع ان اغلب شعوب العالم تعرف جيدا من هو الظالم ومن هو المظلوم !