حرية الكتاب وحاجة القاريء

مهند الياس

تظل حاجة القاريء الى الكتاب مستديمة لا تنقطع .. وذلك لان روح القاريء مثل النهر

لا يزهو الا بجريان الماء فيه .. لذلك فاننا نرى القاريء يبحث عن الكتاب اينما وجد واينما كان وحتى ينهل من مضمونه الاشياء التي تغذي قريحته وتسد حاجته .

وانني اعرف بعض القراء الذين وجدو من الكتاب ظلهم الاخرفي الحياة واعتبروه جزءا من معينهم الروحي وحين يسافرون الى بعض البلدان يبذلون مبالغا خاصة وفي سبيل الحصول على هذا الكتاب او ذاك فالكتاب عندهم هو المعنى الحقيقي للحياة .

. ولكن مما يؤسف له

ان كثير من الكتب ولم اقل بعضها لا تستطيع الوصول الينا لاسباب كثيرة .. وهذه الحالة ممقوتة الى الحد الذي لا ترتضيه حرية الكتاب وحرية الثقافة في نفس الوقت .. وهذه الحالة ايضا بعيدة كل البعد عن نوافذ الحرية الثقافية والتي يطل من خلالها القاريء الى الجانب المشرق للحياة .

ونحن اذا ما اردنا ان نقول بأن العراق هو البلد الاول الذي يقرأ من بين اقطار الدول العربية ، كونه صاحب ارث حضاري وتأريخي وثقافي كبير . فاننا لابد ان نعطيه احقية الحياة المشرقة .

ان حجب الكتاب عن متناول العقل ، هي عملية غير موفقة ، وذلك لانك اذا اردت ان تعرف افكار الاخر لابد من ان تدخل الى ذلك الاخر من خلال مايكتب ، فالكاتب كما نعرف او كما هو معروف يعرف من خلال كتابه او من خلال ما يكتب وهنالك مقولة مفادها : (من تعلم لغة قوم امن شرهم ) . لذلك فان معرفة الرأي والرأي الاخر قابل للنقاش ومن خلال الحوار واظهار الحقائق .

ان الرأي الاصوب هو ان نقرأ المرفوض ومثلما نقرأ المقبو ل في كل ما يطرح من طروحات وحتى يتسنى لنا الدخول الى حقيقة المعرفة بحرية مطلقة.

وهنا اضع القاعدة التي تقول ( ان كل شيء ممنوع هو مرغوب )

فالذي يمنع عنك شيء لابد وان تبحث عنه اينما كان لغرض الحصول عليه وبطريقة الفضول .

ان اجمل ما في حرية المؤلف .. هو ان يأخذ حريته الكافية فيما يكتب ، ولكن بشرط ان تكون هذه الحرية لها حق الالتزام بالاخلاقية المتوازنة ، اي دون المساس بمشاعر الاخرين .