الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
إحلال الأحزاب محل الأغوات

بواسطة azzaman

إحلال الأحزاب محل الأغوات

لطيف دلو

 

آغا كلمة فارسية وجمعها الاغوات فرضت نفسها على مجتمعنا في العهود المنصرمة والى هذه الايام بصورة أقل ، حبا بالتعلي والتكبر الذي ساق البلاد من ارض الخيرات الى الفساد والنهب ، وهي تعنى لدينا اصحاب الاراضي التي امتلكوها مجانا عن طريق ولائهم  للسلطات العثمانية والانكليزية مقابل خدمة لها السيطرة على الساكنين داخل تلك الاملاك وتاجيرها لهم كيف مايشاؤن كحكومات مصغرة بسلطاتها الثلاث وهم اصحاب الامر والنهي ولا تزال نفوذهم مؤثرة هنا وهناك وبعد تغيير النظام الملكي في 14 تموز 1958 عرفوا بالاقطاعين واسحبوا بساط السلطة من تحت اقدامهم وتوالت التغييرات عن سحب الاملاك منهم ولكن لم تصل الى حد امال الفلاحين العاملين على تلك الاراضي لتامين معيشتهم إلى اليوم ، ولكون تلك الطبقة لها محك مع السلطة ولهم اطلاع واف للدخول في دهاليز السلطة والسياسة هم واولادهم المتعلمين أكثرهم شكلوا احزاب سياسية علمانية او قومية او دينية كل حسب بؤرة مناطقهم واحتفظوا بنفوذهم لربما بصورة افضل من السابق خدمتهم جهالة المجتمع والحكومات الطائفية التي رسمت قواعدها سلطات الاحتلال لصالح نفسها على مرالزمن وبالرغم من التغييرات والانقلابات المتسارعة في انظمة الحكم فانها سارت من سيء الى اسوأ في مجتمع لم يذق طعم الحرية والاستقلال والكرامة بل عودتهم السلطات سابقا لخدمة مصالحها على الجهل والجوع همهم الوحيد الحصول على المال بسرعة البرق دون تعب وارهاق ودون مؤهلات ودوما هؤلاء ابسط سلعة تحصل عليها الحكام الطامعين بمناصب السلطة لاشباع اطماعهم في الثراء والجاه على حساب الجياعى من افراد الشعب وكان هذا هو نصيب العراق منذ تاسيسه الى يومنا هذا ومن لايعرف الحقائق لايمكنه البحث عن الاصلاح

سمات الحكومة

إن اصلح نظام حكم لمكونات هذه الدولة الثرية بثرواتها هو النظام الملكي الاتحادي الدستوري لفض النزعات السياسية لكافة مكونات الدولة ومشاركة الجميع في الحكومة حسب الكفاءات وليست الحصص لان ذلك النظام قد جرب ولوتحت ظروف قاسية من الاحتلال والمجاعة وإن كانت سمات الحكومة سنية كانت تسير بخطوات متسارعة نحو الشخص المناسب والامين في المكان المناسب والمهم دون التمييز بين القوميات والاديان والطوائف وأول رئيس حكومة كان كورديا وهو عبد الرحمن الكيلاني والمتوالين على هذا المنصب بالتوالي كانوا من عرب السنة والشيعة والكرد وأول أمين على أموال الدولة كان يهوديا وهو ساسون حسقيل وزير المالية 1921، ولو كان محلها الانظمة التي توالت على الحكم بعد الملكية لكان كل شبر من العراق تحت تصرف دولة اخرى ما تؤكدها الانقسامات الداخلية الحالية اللامتناهية  .

 وإن كانت العود ة الى الماضي صعب المنال فإن وجود الحزب الواحد في الدولة يعني نظام دكتاتوري و الاصلح حزبين وطنيين واحد في السلطة والثاني معارض نزيه يراقب دور السلطة في خدمة الشعب وسيادة الدولة وإلاّ تحالف الاحزاب في السلطة تعني الفساد والنهب والاثراء الفاحش وانقسام البلاد بين فئتين الاثراء الفاحش والفقر المقفر وانعدام الطبقة الوسطى وبالتالي استلاء الطبقة الاولى على كافة الممتلكات في  البلاد وحاليا استولوا على المرتفعات وجانبي الطرق الرئيسية لانشاء مرافق التنزه والاستجمام وعزلوا الاف هكتارات الاراضي من الانتاج الزراعي وبدؤا بشراء الدور والاراضي باموالهم الفائضة ونحن مقبلين على عصر يكون السواد الاعظم من الشعب حالهم أسوأ مافي الدول الراسمالية الاحتكارية إن لم تكن هناك إرادة لاصلاح السلطة في  خدمة الشعب والحد من الثراء الفاحش بدون إستحقاق  .

ان حقوق الشعب ومتطلبات الدولة معروفتين وطن حر بكامل سيادته وشعب سعيد  بمعنى الكرامة ويحصل على استحقاقه من ثروات وطنه دون ذل أن يبحث عن قوت يومه في المزابل لا تليق به ولا بوطنه ،وطفل يموت دون حليب رضاعة وشيخ ومريض يهلك دون دواء وموظف ومتقاعد يستلم الراتب بالملمات  وقد ادىّ الخدمة بأمان واخلاص وشهر واحد من خدمته تظاهي وتعادل جل الخدمات الوهمية لكثيرالذين يستلمون الرواتب ببضعات الملايين ،  هذه هي المشكلة  فهل هي عويصة عن الحل لهذه الدرجة تتطلب احزاب لا حصر لها  وعلى سبيل المثال وحصرا في دين واحد وقرآن واحد ومذهب واحد هناك اكثر من خمسة احزاب لاجل كرسي الرئاسة وكذلك جميع الاحزاب السياسية العلمانية والقومية جميعها ولدت بنفس الاسلوب واساسهم كرسي حزب واحد وكل منهم يضد الاخر لالتهام الكعكة بوحده  ، وللشعب الله الواحد القهار  .

وكل ما جرى في العراق من تغييرات في الحكومات لم تكن إلا احلال الاحزاب محل الاغوات وثروات العراق في بنوك وخزائن الدول المعادية للعراق ولربما فقدت المليارات منها في الخارج واصحابها سحقتهم  مصادمات الصراع على السلطة وكما يقال ، الحبل على الجرار ومصير الدولة مجهول إن شأنا أم ابينا .


مشاهدات 89
الكاتب لطيف دلو
أضيف 2024/04/30 - 6:45 PM
آخر تحديث 2024/05/21 - 7:00 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 64 الشهر 8620 الكلي 9346658
الوقت الآن
الأربعاء 2024/5/22 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير