أين الجاحد من الشاكر ؟
حسين الصدر
-1-
قال تعالى :
(وقليلٌ من عبادي الشكور)
سبأ / 13
وهل سألت نفسك :
هل أنت منهم ؟
واذا كنت تظن انّ الشكر باللسان، يكفيك فلابد لك من مراجعة حساباتك فشكر النعمة أداء حقها ، والاستعانة بالنعم على المعاصي هي عَيْنُ الجحود، وأين الجاحد من الشاكر ؟
-2-
اننا نعجز عن شكر نعمة واحدة من نعم الرب الكريم الذي أفاض علينا النعم ونسيناه ولم يَنْسَنا فكيف بما لا يُحصى من النِعم ؟
-3 –
هل نشكره على نعمة الايمان ؟
أم على نعمة العافية ؟
أم على نعمة المعرفة ؟
أم على نعمة البصر ؟
أم على نعمة السمع ؟
أم على نعمة العقل ؟
انه يمدنا في كل آن بالوان من النعم والالطاف فسبحانه ما أعظمه وما أكرمه .
-4 –
الشكر والشكوى ضدان
واذا كان الشاكرون قليلين فانّ الشاكين كثيرون، وليست الشكوى الا نكرانا للنعم التي يجب أنْ تشكر .
يقول الشاعر :
كلّ مَنْ تلقاه يشكو دَهْرَهُ
ليتَ شعري هذه الدنيا لِمَنْ ؟
نعم
انّ هناك من يملك الثروة الطائلة وهو يشكو من قلة الموارد ..!!
وهناك من أصحاب الحِرَف من يكثر زبائنه ورواده وهو يشكو من شدة الطمع ..!!
وهناك الطالب المشتكي من حصوله في الامتحان على درجات عالية ولكنها ليست كما أراد ..!!
وهكذا تتعدد الشكاوى لتحجب الشكر
وهنا تكمن المصيبة .